عداويه هيهات منك محلها … إذا ما هى احتلت بقدس وآرة» قال المعلمى قدس وآرة من منازل مزينة كما فى معجم البلدان. وفى اللسان بعد ما مر «وبنو عداء قبيلة عن ابن الأعرابى وأنشد: ألم تر أننا وبنى عداء … توارثنا من الآباء داء وهم غير بنى عدى من مزينة» وفى التعليق «قوله وبنو عداء الخ - ضبط فى المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمد فى الموضعين. وفى القاموس: وبنو عداء مضبوطا بفتح العين والتشديد والمد» قال المعلمى والبيت يرد التشديد كما لا يخفى. ثم قد يقال قولهم إن الذى فى مزينة بالقصر لم يذكروا عليه شاهدا والشاهد الذى ذكروه يشهد للمد، فليس نادرا بل هو قياس فان النسبة إلى (كساء) ونحوه فيها وجهان (كساوى) و (كسائى) ولعل مستندهم فى دعوى أنه مقصور أنهم سمعوه فى شعر كذلك، وإذن فافا نقول قصره ذاك الشاعر ضرورة وهذا أولى من دعوى أن حسان مد المقصور ضرورة فان النحاة البصريين لا يجيزون مد المقصور البتة وهو عندهم لحن، ومن أجازه لم يأت بحجة واضحة بل أتى بشواهد أجيب عنها أجوبة ناهضة وعلى فرض جوازه فى الجملة فهو قليل جدا فأما قصر الممدود فجائز إجماعا كثير ويقال على هذا لعل ما فى قول الشاعر (ألم تر أننا وبنى عداء) إنما أراد به هؤلاء من مزينة ومن زعم أنهم غيرهم لعله إنما بنى على ما استقر عنده أن الذى فى مزينة مقصور وقد عرفت ما فيه. وقد يقال إن فى مزينة بهذا الاسم المختلف فيه رجلين أحدهما هذا، والآخر جده الأعلى كما يأتى فلماذا لا يجوز أن يكون أحدهما مقصورا والآخر ممدودا وعلى كل حال فالذى عناه حسان ممدود، وفحوى القصة تقتضى ذلك وإيضاح ذلك -