١٥٧٧- (٤٢) وعن عائشة، قالت: ما أغبط أحداً بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه الترمذي، والنسائي.
١٥٧٨- (٤٣) وعنها، قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بالموت،
ــ
الرقاق، وأخرجه أيضاً أحمد (ج١ص١٧٢، ١٧٤، ١٨٠، ١٨٥) والنسائي في الكبرى، وابن حبان والحاكم (ج١ص٤١) وابن أبي شيبة (ج٤ص٧٢) وابن أبي الدنيا، والبيهقي (ج١ص٣٧٢)(وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح) وصححه أيضاً الحاكم، والبغوي في المصابيح، وله شاهد من حديث أبي سعيد عند ابن ماجه، وابن أبي الدنيا، والحاكم (ج١ص٤٠) والبيهقي (ج٣ص٣٧٢) بلفظ: قال الأنبياء قال ثم من قال العلماء قال ثم من قال الصالحون- الحديث. وليس فيه ما في آخر حديث سعد، وفي الباب أيضاً عن فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة عند أحمد (ج٦ص٣٦٩) والنسائي في الكبرى وقد صححه الحاكم (ج٤ص٤٠٤) وحسنه الهيثمي.
١٥٧٧- قوله:(ما أغبط) بكسر الباء يقال غبطت الرجل أغبطه إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله وأن يدوم عليه ما هو فيه أي ما أحسد (أحداً) ولا أتمنى ولا أفرح لأحد (بهون الموت) الهون بالفتح الرفق واللين أي بسهولة موت، والإضافة فيه إضافة الصفة إلى الموصوف، وفي جامع الأصول (ج١١ص٣٨٥) يهون عليه الموت (بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي لما رأيت شدة وفاته علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء عاقبة المتوفى وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات وإلا لكان - صلى الله عليه وسلم - أولى الناس به فلا أكره شدة الموت لأحد ولا أغبط أحداً يموت من غير شدة (رواه الترمذي والنسائي) أي في الجنائز، واللفظ للترمذي أخرجه من طريق عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن ابن عمر عن عائشة به، وقال: إنما أعرفه من هذا الوجه-انتهى. قال شيخنا: لم يحكم (الترمذي) عليه بشيء من الصحة والضعف، والظاهر أنه حسن- انتهى. ولفظ النسائي، وقد أخرجه من غير طريق الترمذي: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه لبين حاقنتني وذاقنتني ولا أكره شدة الموت لأحد أبداً بعد ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد تقدم في الفصل الأول من رواية البخاري، وسياق الكتاب نسبه النابلسي في ذخائر المواريث (ج٤ص٢٠٢) للترمذي فقط.
١٥٧٨- قوله:(وهو بالموت) أي مشغول أو ملتبس به، وفي رواية ابن ماجه: وهو يموت