لسانه عن نهج الصواب وأخطأ، وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك من غاية الفرح، فكان أن فرح هذا الرجل على غاية الشدة فكذلك رضاء الله توبة عبده. قال عياض: فيه إن ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال دهشته وذهوله لا يؤاخذ به، وكذا حكايته عنه على طريق علمي وفائدة شرعية لا على الهزل والمحاكاة والعبث، ويدل على ذلك حكاية النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ولو كان منكرًا ما حكاه والله أعلم. (رواه مسلم) في التوبة، وأخرجه البخاري في أوائل الدعوات مختصرًا، وفي الباب عن البراء بن عازب والنعمان بن بشير عند أحمد، ومسلم، والحاكم وعن أبي سعيد عند أحمد، وابن ماجة، وعن أبي مسعود عند أحمد، والشيخين، وسيأتي في الفصل الثالث، وعن أبي هريرة عند أحمد، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة.
٢٣٥٦- قوله:(إن عبدًا) أي: من هذه الأمة أو من غيرهم (أذنب ذنبًا) وفي البخاري إن عبدًا أصاب ذنبًا. قال الحافظ: كذا تكرر هذا الشك (أي: روي بالشك ها هنا وفي المواضع الآتية) في هذا الحديث من هذا الوجه (أي: من رواية همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة) ولم يقع في رواية حماد بن سلمة يعني رواه حماد بن سلمة عن إسحاق عند مسلم بلفظ: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبًا ولم يشك، وكذا في بقية المواضع ولفظ الكتاب للبخاري إلا أن المصنف اقتصر على أحد اللفظين بالجزم تبعًا للبغوي (فقال) ظاهره أنه عطف على أذنب. وقال الطيبي: خبر إن إذا كانت اسمها نكرة موصوفة ذكره القاري (رب) أي يا رب (أذنبت) أي: ذنبًا، وفي البخاري أذنبت، وربما قال أصبت أي بالشك (فاغفره) أي: الذنب وقوله فاغفره كذا لأبي ذر، وللكشميهني فاغفر لي قاله القسطلاني (فقال ربه) أي: للملائكة (أعلم عبدي) بهمزة الاستفهام والفعل الماضي وللأصيلى علم بحذف الهمزة. وقال الطيبي: قوله: ((أعلم)) قيل: إما استخبار من الملائكة، وهو أعلم به للمباهاة، وإما الاستفهام للتقرير والتعجيب، وإنما عدل عن الخطاب وهو قوله:((أعلمت عبدي. إلى الغيبة شكرًا لصيغة إلى غيره وإحمادًا له على فعله (إن له ربًا يغفر الذنب) أي إذ شاء لمن شاء، (ويأخذ به) أي يؤاخذ ويعاقب فاعله إذ شاء لمن شاء وفي رواية حماد ويأخذ بالذنب (غفرت لعبدي) أي ذنبه (ثم مكث) بفتح الكاف وضمها (ما شاء الله) أي من الزمان،