للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئاً. رواه في شرح السنة.

٢٣٦٢- (١٧) وعنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُل ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.

ــ

مغفرة الذنوب أي واستغفرني غفرت له. قلت: وإلى الأول مال الشوكاني كما يدل عليه كلامه في تحفة الذاكرين عند شرح حديث أنس السابق، حيث قال: بل ورد ما يدل على أن العبد إذا أذنب فعلم أن الله تعالى إن شاء أن يعذبه عذبه وإن شاء أن يغفر له غفر له كان ذلك بمجرده موجبًا للمغفرة من الله سبحانه وتعالى تفضلاً منه ورحمة، كما في حديث أنس عند الطبراني في الأوسط. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أذنب ذنبًا فعلم أن الله عز وجل إن شاء عذبه وإن شاء غفر له كان حقًا على الله أن يغفر له. وفي إسناده جابر بن مرزوق الجدي وهو: ضعيف قال: ومثل هذا غير مستبعد من الفضل الرباني والتطول الرحماني فهو الذي يغفر ولا يبالي (ولا أبالي) قال العلقمي: أي بذنوبك لأنه سبحانه وتعالى لا حجر عليه فيما يفعل ولا معقب لحكمه ولا مانع لعطاءه (ما لم يشرك بي شيئًا) لأن الشرك لا يغفر إلا بالإيمان والتوبة (رواه) أي: البغوي: (في شرح السنة) أي: بإسناده ونسبه في الجامع الصغير للطبراني في الكبير والحاكم. قلت: أخرجه الحاكم (ج٤: ص٢٦٢) من طريق حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس فذكره. وقال: حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي فقال العدني: واه.

٢٣٦٢ - قوله: (من لزم الاستغفار) أي عند صدور معصية أو داوم عليه فإنه في كل نفس يحتاج إليه ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا) . وسيأتي في الفصل الثالث واللفظ المذكور لأبي داود، وابن ماجة، وابن حبان، ورواه أحمد، والنسائي، وابن السني، والحاكم بلفظ: من أكثر من الاستغفار. وهذا يؤيد المعنى الثاني (من كل ضيق) الضاد ويفتح أي شدة ومحنة. وقيل: أي أمر شديد عسير يضيق به القلب (مخرجًا) مصدر أو ظرف أي طريقًا يخرجه إلى سعة ومنحة بسبب كثرة الاستغفار ولزومه. والجار متعلق به وقدم عليه للاهتمام وكذا (ومن كل هم) أي: غم وحزن وقلق (فرجًا) بفتحتين وهو بالجيم أي خلاصًا من فرج الله الغم عنه كفرجه كشفه وأذهبه، والفرجة مثلثة التفصي والخلوص من الشدة والهم والاسم الفرج محركة (ورزقه) أي حلالاً طيبًا (من حيث لا يحتسب) أي من وجه لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله. قال الجزري: أي من حيث لا يعلم ولا كان في حسابه - انتهى. وفي الحديث إيماء إلى قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق ٢، ٣) ولما لكان لا يخلو المتقي

<<  <  ج: ص:  >  >>