للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة.

ــ

وغيره من التقصير كما ورد: كل بني آدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. أشار - صلى الله عليه وسلم - إليه في تعبيره بملازمة الاستغفار إيماء إلى أن العاصي إذا استغفر صار متقيًا، وهذا جزاء المتقي لا محالة. قال الطيبي: من داوم الاستغفار وأقام بحقه كان متقيًا وناظرًا إلى قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} (نوح ١٠: ١٢) ففيه دليل على أن بالاستغفار يحصل كل شيء، ويؤيد هذا ما ذكره الثعلبي إن رجلاً أتى الحسن البصري رح فشكا إليه الجدوبة فقال له الحسن: استغفر الله، وأتاه آخر فشكا إليه الفقر، فقال له: استغفر الله، وأتاه آخر فقال: ادع الله أن يرزقني ابنًا، فقال: استغفر الله، وأتاه آخر فشكا إليه جفاف بساتينه، فقال له: استغفر الله، فقيل: له أتاك رجال يشكون أبوابًا ويسألون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فقال: ما قلت من ذات نفسي في ذلك شيء إنما اعتبرت فيه قول الله عز وجل حكاية عن نبيه نوح عليه السلام إنه قال لقومه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} الآية (رواه أحمد) (ج١: ص٢٤٨) ، (وأبو داود) في أواخر الصلاة، (وابن ماجة) في فضل الذكر وأخرجه أيضًا النسائي، وابن السنى (ص١١٨، ١١٩) ، وابن حبان، والحاكم (ج١: ص٢٦٢) ، والبيهقي كلهم من رواية الحكم بن مصعب عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ونقل المنذري في الترغيب قول الحاكم وأقره. وقال في تهذيب السنن: في إسناده الحكم بن مصعب ولا يحتج به. وقال في رجال الترغيب: الحكم بن مصعب صويلح الحديث لم يرو عنه غير الوليد بن مسلم في ما علم وذكره ابن حبان في الثقات وفي الضعفاء أيضًا. وقال يخطئ - انتهى. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: قلت: الحكم فيه جهالة - انتهى. وقال الحافظ في التقريب: الحكم بن مصعب المخزمي مجهول، ووافق الشيخ أحمد شاكر الحاكم حيث قال في شرح المسند (ج٤: ص٥٥) : إسناده صحيح الحكم بن مصعب. قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ وذكره أيضًا في الضعفاء. وقال: ((لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار)) قال الحافظ في التهذيب: ((وهو تناقض صعب)) والذي أراه إنه إن جهله أبو حاتم فقد عرفه غيره وإن تناقض فيه ابن حبان فلا يؤخذ بكلامه فإن البخاري عرفه وترجمه في الكبير (١/٢/٣٣٦) . قال: ((الحكم بن مصعب القرشي: سمع محمد بن علي بن عبد الله بن عباس سمع منه الوليد بن مسلم)) فلم يذكر فيه جرحًا فهو ثقة عنده خصوصًا وإنه لم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء وأما قول المنذري في مختصر السنن في حق الحكم: أنه لا يحتج به فهو غلو منه شديد - انتهى. قلت: الحكم هذا ليس له عندهم إلا فرد حديث. وهو حديث لزوم الاستغفار ولم يرو عنه إلا الوليد بن مسلم ورجل آخر على ما قاله ابن حبان ولم يصرح أحد بتوثيقه، وليس هو من الرواة المعروفين المشهورين بالعدالة حتى يستغنى عن التوثيق

<<  <  ج: ص:  >  >>