للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه أحمد، والترمذي وابن ماجة، وَقَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

٢٣٦٦- (٢١) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.

ــ

رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا، والرين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار والغين للمقربين - انتهى. قال شيخنا: أصل الران والرين الغشاوة وهو كالصدى على الشيء الثقيل قال الطيبي: الران والرين سواء كالعاب والعيب، والآية في الكفار إلا أن المؤمن بارتكاب الذنب يشبههم في اسوداد القلب ويزاد ذلك بازدياد الذنب. قال ابن الملك هذه الآية مذكورة في حق الكفار لكن ذكرها - صلى الله عليه وسلم - تخويفًا للمؤمنين كي يحترزوا عن كثرة الذنب كيلا تسود قلوبهم كما أسودت قلوب الكفار، ولذا قيل المعاصي يريد الكفر كذا في المرقاة. رواه أحمد (ج٢: ص٢٩٧) ، (والترمذي) في تفسير سورة المطففين، (وابن ماجة) في ذكر الذنوب من أبواب الزهد، وذكره الشوكاني في الفتح القدير (ج٥: ص٣٩٠) وزاد نسبته لعبد بن حميد، والنسائي، وابن جرير (ج٢: ص٦٢) ، وابن المنذر، وابن حاتم، والحاكم (ج١: ص٥، وج٢: ص٥١٧) ، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان، وذكره المنذري في الترغيب في موضعين ونسبه لابن حبان أيضًا (وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) ، وقال الحاكم (ج٢: ص٥١٧) : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

٢٣٦٦- قوله: (إن الله يقبل توبة العبد) قال القاري: ظاهره الإطلاق، وقيده بعض الحنفية بالكافر - انتهى. قال شيخنا: والظاهر المعول عليه هو الأول (ما لم يغرغر) بغينين معجمتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبراء مكررة من الغرغرة، أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فتكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلغ، ويقال لذلك الشيء الذي يتغرغر به الغرور مثل قولهم لعوق ولدود وسعوط والمقصود ما لم يعاين أحوال الآخرة. قال القاري: يعني ما لم يتيقن بالموت فإن التوبة بعد التيقين بالموت لم يعتد بها لقوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} (النساء: ١٨) قيل: وأما تفسير ابن عباس حضوره بمعاينة ملك الموت فحكم أغلبي لأن كثيرًا من الناس لا يراه وكثيرًا يراه قبل الغرغرة - انتهى. وقال التوربشتي: الغرغرة تردد الماء وغيره في الحلق والغرغرة صوت معه بحح ويقال الراعي يغرر بصوته أي: يردده في حلقه ويتغرغر صورته في حلقه أي: يتردد، ومعناه في الحديث تردد النفس في الحلق عند نزع الروح، وذلك في أول

<<  <  ج: ص:  >  >>