في ذكر التوبة من أبواب الزهد، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٢: ص١٣٢: ١٥٣) ، والحاكم (ج٤ ص٢٥٧) ، وأبو نعيم في الحلية (ج٥: ص١٩) ، وذكره السيوطي في الجامع الصغير والدر المنثور (ج٢: ص١٣١) ، وعلي المتقي في الكنز (ج٤: ص٢١) وزاد نسبته لابن حبان، والبيهقي في الشعب، والحديث حسنه الترمذي. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. واعلم أنه اختلفت النسخ من سنن ابن ماجة في تسمية الصحابي الذي روى هذا الحديث، ففي بعضها عبد الله بن عمر كما وقع في المسند والترمذي، والحاكم، والحلية، وابن حبان، والبيهقي، وهذا هو الصحيح. ووقع في بعضها عبد الله بن عمرو أي بالواو، وهي النسخة التي كانت عند البوصيري فظنه لذلك حديثًا آخر غير هذا الحديث الذي عن ابن عمر بن الخطاب فاعتبره من الزوائد كما يدل عليه كلامه الذي نقله عنه السندي، وهذا خطأ من غير شك، وفي الباب عن أبي ذر عند أحمد (ج٥: ص١٧٤) ، والبزار وعن رجل عند أحمد والبغوي كما في الكنز.
٢٣٦٧- قوله:(إن الشيطان قال: وعزتك يا رب) أي: وقوتك وقدرتك يعني أقسم بعزتك التي لا ترام، وفي رواية أخري لأحمد إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك. قال القاري: وفيه إيماء إلى أنه رئيس الضلال، ومظهر الجلال كما أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - مظهر العناية والجمال وسيد أهل الهداية والكمال (لا أبرح) بفتح الهمزة أي: لا أزال (أُغوي) بضم الهمزة وكسر الواو أي: أضل (عبادك) ، وفي رواية لأحمد: بني آدم. أي: لا أزال أضل بني آدم، إلا المخلصين منهم ويحتمل العموم ظنًا منه إفادة ذلك (ما دامت أرواحهم في أجسادهم) أي: مدة حياتهم (فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي) قال القاري: ولعل ذكرهما للمشاكلة وإلا فمقتضي المقابلة أن يقول: ورحمتي وجمالي (وارتفاع مكاني) لم أجد هذا اللفظ عند أحمد في مسند أبي سعيد ولا ذكره الجزري في الحصن، والمنذري في الترغيب وعلي المتقي في الكنز، نعم هو شرح السنة للبغوي وهي زيادة منكرة (لا أزال) ، وفي رواية أحمد:(لا أبرح) ، وفي أخري له أيضًا: لا أزال في كلا الموضعين ولعل ذلك من تصرف الرواة (أغفر لهم ما استغفروني) أي مدة طلبهم المغفرة في حالة الاختيار. وفي الحديث دليل علن أن الاستغفار يدفع ما وقع من الذنوب بإغواء الشيطان وتزيينه وإنها لا تزال المغفرة كائنة ما داموا يستغفرون. قال الطيبي: فإن قلت كيف المطابقة بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ