للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه أحمد.

٢٣٦٨- (٢٣) وَعَن صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ بِالْمَغْرِبِ بَابًا عَرْضُهُ مَسِيرَةُ سَبْعِينَ عَامًا لِلتَّوْبَةِ لا يُغْلَقُ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ.

ــ

فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (ص: ٨٢ - ٨٥) فإن الآيات دلت على أن المخلصين هم الناجون فحسب، والحديث دال على أن غير المخلصين هم أيضًا ناجون، قلت: قيد قوله تعالى: {ممَنِ اتَّبَعَكَ} أخرج العاصين المستغفرين منهم لأن المعنى ممَنِ اتَّبَعَكَ واستمر على المتابعة، ولم يرجع إلى الله ولم يستغفر - انتهى. وقيل: الأظهر في دفع هذا الإشكال إن المراد بالمخلصين الموحدون الذين أخلصهم الله من الشرك (رواه أحمد) أي: بهذا اللفظ دون اللفظ دون قوله ((وارتفاع مكاني)) (ج٣: ص٢٩) وإنما رواه بهذه الزيادة البغوي صاحب المصابيح في شرح السنة (١/١٤٦/٢) وأخرجا الحديث من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، والكلام في ابن لهيعة معروف، وفي حديث دراج عن أبي الهيثم ضعف. وأخرجه أحمد أيضًا بنحوه بدون هذه الزيادة من هذا الطريق (ج٣: ص٧٦) ، وأخرجه في (ج٣: ص٢٩، ٤١) من طريق آخر أي: من طريق الليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن أبي سعيد وليس فيه أيضًا هذه الزيادة ومن هذا الموضع ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج١٠: ص٢٠٧) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلي بنحوه. وقال: (لا أبرح أغوي عبادك) والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلي - انتهى. وأراد بهذا الطريق الثاني. وأما الطريق الأول ففيه ابن لهيعة ودراج كما ذكرنا، وأخرجه الحاكم (ج٤: ص٢٦١) من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم بدون الزيادة المذكورة، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ولا يخفى ما فيه. قال الحافظ في ترجمة دراج: صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف وقال الشوكاني بعد نقل تصحيح الحاكم: وفيه نظر فإن في إسناده دراجًا.

٢٣٦٨- قوله: (إن الله تعالى جعل بالمغرب بابًا) أي: حسيًا. وقيل: معنويًا (عرضه مسيرة سبعين عامًا) أي: فكيف طوله، قيل: ذكر السبعين للتكثير والمبالغة لا للتحديد. قال في اللمعات: قيل: المراد به المبالغة في انفتاح باب التوبة وكون الناس في فسحة واسعة منها. وهذا تأويل، وصريح الإيمان أن يؤمن بها من غير تأويل، والعلم عند الله. (للتوبة) أي مفتوحًا لأصحاب التوبة أو علامة لصحة التوبة وقبولها (لا يغلق) بصيغة المجهول (ما لم تطلع الشمس من قبله) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جانب المغرب. قال ابن الملك: وهذا يحتمل أن يكون حقيقة، وهو الظاهر، وفائدة إغلاقه أعلام الملائكة بسد باب التوبة وأن يكون تمثيلاً. قال الطيبي:

<<  <  ج: ص:  >  >>