وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه أحمد وأبو داود والدارمي.
٢٣٧٠- (٢٥) وَعن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالآخَرُ يَقُولُ مُذْنِبُ،
ــ
عباس عند الشيخين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: لا هجرة بعد فتح مكة. أي: انقطعت بعد فتحها، وقد اختلفت في الجمع بينهما فقال في اللمعات: المراد بالهجرة ها هنا مهاجرة الذنوب والآثام والأخلاق الذميمة بالخروج عن موطن الطبيعة ومستقر النفس، والمراد بقوله:((حتى تنقطع التوبة)) أي: ينتهي حكم الله تعالى وشريعته بقبول التوبة، وذلك عند طلوع الشمس من مغربها - انتهى. وقال ابن الملك: أراد بالهجرة هنا الانتقال من الكفر إلى الإيمان، ومن دار الشرك إلى دار الإسلام، ومن المعصية إلى التوبة. وقال الطيبي: لم يرد بها الهجرة من مكة إلى المدينة لأنها انقطعت، ولا الهجرة من الذنوب والخطايا كما ورد المهاجر من هجر الذنوب والخطايا، لأنها عين التوبة، فليزم التكرار فيجب أن يحمل على الهجرة من مقام لا يتمكن فيه من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإقامة حدود الله فتدبر. وقال الخطابي: كانت الهجرة في أول الإسلام فرضًا ثم صارت مندوبة فوجبت على المسلمين عند انتقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة، وأمروا بالانتقال إلى حضرته ليكونوا معه فيتعاونوا ويتظاهروا إن حزبهم أمر ويتعلموا منه أمر دينهم، وكان عظم الخوف في ذلك الزمان من أهل مكة، فلما فتحت مكة وبخعت بالطاعة زال ذلك المعنى، وارتفع وجوب الهجرة وعاد الأمر فيها إلى الندب والاستحباب، فالهجرة المنقطعة هي الفرض والباقية هي الندب على أن إسناد حديث ابن عباس متصل صحيح وإسناد حديث معاوية فيه مقال - انتهى مختصرًا. (ولا تنقطع التوبة) أي: صحتها أو قبولها أو حكم الله وشريعته بقبولها. (رواه أحمد)(ج٤: ص٩٩) ، (وأبو داود) في أوائل الجهاد، (والدارمي) في السير، وأخرجه أيضًا النسائي. وقد سكت عنه أبو داود ونقل المنذري كلام الخطابي ((في إسناد حديث معاوية مقال)) وأقره، قلت: في سنده عندهم جميعًا أبو هند البجلي الشامي روى عن معاوية وعنه عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي. قال الحافظ: شامي تابعي أرسل شيئًا فذكره العسكرى (أي: على سبيل الوهم والغلط) في الصحابة قال عبد الحق في الأحكام: ليس بمشهور. وقال ابن القطان: مجهول. وقال الذهبي في الميزان: لا يعرف، ولكن احتج به النسائي على قاعدته وقال الحافظ في التقريب. مقبول فالحديث لا يخلو عن ضعيف.
٢٣٧٠- قوله:(متحابين) وفي رواية أبي داود: متواخيين أي: متصادقين ومتصافيين. وقيل: أي: متقابلين في القصد والسعي، فهذا كان قاصدًا وساعيًا في الخير وهذا كان قاصدًا وساعيًا في الشر (أحدهما مجتهد في العبادة) أي: مبالغ فيها (والآخر يقول) أي: الرسول - صلى الله عليه وسلم - (مذنب) أي: هو مذنب. قال الطيبي: ويمكن أن