للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ((شرح السنة)) ((يقول)) بدل ((يقرأ)) .

٢٣٧٢- (٢٧) وعن ابن عباس، في قول الله تعالى: {إِلا اللَّمَمَ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تغفر اللهم تغفر جمًا، وأي عبد لك لا ألما.

ــ

ذكره الشوكاني في فتح القدير (ج٤: ص٤٦٠) وزاد في نسبته أبا داود، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن الأنباري، والحاكم، وابن مردويه، ونسبه ابن كثير أيضًا إلى أبي داود ولم أجده في سننه ولم ينسبه النابلسي إليه في ذخائر المواريث، بل اقتصر على ذكر الترمذي (وفي شرح السنة يقول) أي يا عبادي إلخ (بدل يقرأ) أي السابق في رواية أحمد والترمذي وهذا يؤيد القول بأنه حديث.

٢٣٧٢- قوله: في قول الله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ} أي: في تفسير قوله: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ} (النجم: ٣٢) الكبائر كل ذنب توعد الله عليه بالنار، أو ما عين له حدًا أو ذم فاعله ذمًا شديدًا، ولأهل العلم في تحقيق الكبائر كلام طويل، وكما اختلفوا في تحقيق معناها وماهيتها اختلفوا في عددها. والفواحش جمع فاحشة، وهي ما فحش من كبائر الذنوب كالزنا ونحوه، وهو من عطف الخاص على العام. وقيل: هي كل ذنب فيه وعيد أو مختص بالزنا {إِلا اللَّمَمَ} بفتحتين أي ما قل وصغر من الذنوب يعني الصغائر منها فإنهم لا يقدرون أن يجتنبوها، والاستثناء منقطع لأنه ليس من الكبائر والفواحش. وأصل {اللَّمَمَ} في اللغة ما قل وصغر. ومنه ألم بالمكان قل لبثه فيه وألم بالطعام قل أكله منه. قال في الصحاح: ألم الرجل من {اللَّمَمَ} وهو صغائر الذنوب، ويقال: مقاربة المعصية من غير مواقعة. قال المبرد: أصل اللَّمَمَ أن تلم بالشيء من غير أن ترتكبه يقال: ألم بكذا إذا قاربه ولم يخالطه. قال الأزهري: العرب تستعمل الإلمام في معنى الدنو والقرب. وقال الزجاج: أصل {اللَّمَمَ} والإلمام ما يعمله الإنسان المرة بعد المرة ولا يتعمق فيه ولا يقيم عليه، ويقال: ألممت به إذا زرته وانصرفت عنه. وقد اختلفت أقوال أهل العلم في تفسير هذا اللَّمَمَ المذكور في الآية، فالجمهور على أنه صغائر الذنوب. وقيل: هو ما كان دون الزنا من القبلة والغمزة والنظرة. وقيل: الخطرة من الذنوب. وقيل كل ذنب لم يذكر الله فيه حدًا ولا عذابًا. وقيل: غير ذلك والراجح هو قول الجمهور (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: استشهادًا بأن المؤمن لا يخلوا من اللَّمَمَ (إن تغفره اللهم تغفر جمًا) بفتح الجيم وتشديد الميم أي كثيرًا (وأي عبد لك لا ألمًا) فعل ماض مفرد والألف للإشباع أي لم يلم بمعصية أي عبد غير معصوم لم يقع منه ذنب أي لم يتلطخ بصغيرة يقال: لم أي: تزل وألم: إذا فعل {اللَّمَمَ} وهو الشيء القليل، والبيت لامية بن أبي الصلت الذي كان متعبدًا في الجاهلية ومتدينًا ومؤمنًا بالبعث أدرك الإسلام ولم يسلم، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب شعره لاشتماله على المواعظ والحقائق، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>