٢٣٩٣- (٧) وعن عمر بن الخطاب، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى، إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم
ــ
ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} وقد تقدم أن الخوف من الله من لوازم الإيمان. (متفق عليه) أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل، وفي باب يريدون أن يبدلوا كلام الله من كتاب التوحيد، ومسلم في التوبة، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٢: ص٢٦٩: ٣٠٤) ، ومالك، والنسائي في أو أخر الجنائز، وابن ماجة في ذكر التوبة، وفي الباب عن أبي سعيد عند أحمد، والشيخين وغيرهم، وعن حذيفة عند البخاري والنسائي وغيرهما، وعن ابن مسعود عند أحمد، وأبي يعلي، وعن معاوية ابن حيدة عند أحمد، والطبراني وعن سلمان الفارسي عند أبي عوانة، والطبراني.
٢٣٩٣- قوله:(قدم) بكسر الدال (على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبي) أي: أسرى من الغلمان والجواري، وسبيته سبيًا إذا حملته من بلد إلى بلد، وقوله:((قدم)) على صيغة المعلوم فعل ماض و ((سبي)) بالرفع فاعله، وفي رواية الكشميهني قدم بسبي على صيغة المجهول، وبالباء الموحدة في سبي وكان هذا من السبي هوازن (فإذا امرأة من السبي) لم يعرف الحافظ اسمها (قد تحلب) بفتح الحاء وتشديد اللام على وزن تفعل (ثديها) بالإفراد والرفع فاعله أي سأل لبن ثديها على حذف المضاف لكثرته لعدم ولدها معها. وقال الحافظ: أي تهيأ لأن يحلب (تسعى) بفتح الفوقية وسكون السين وفتح العين المهملتين من السعي وهو المشي بسرعة أي: تعدو المرأة في طلب ولدها. ووقع في بعض نسخ صحيح البخاري بقاف مكسورة من السقي بالسين المهملة والقاف. قال الحافظ: بفتح المثناة وبقاف مكسورة، وللكشميهني بسقي بموحدة مكسورة بدل الفوقية وفتح المهملة وسكون القاف وتنوين التحتية، وللباقين تسعى بفتح العين المهملة من السعي أي: تمشي بسرعة تطلب ولدها الذي فقدته، وفي رواية تبتغي من الابتغاء وهو الطلب. قال عياض: وهو وهم، والصواب ما في رواية البخاري تسعى بالسين من السعي. وتعقبه النووي بأن كلاً من الروايتين صواب لا وهم فيه فهي ساعية وطالبة مبتغية لابنها. وقال القرطبي: لإخفاء بحسن رواية تسعى ووضوحها ولكن لرواية تبتغي وجهًا وهو تطلب ولدها وحذف المفعول للعلم به فلا يغلط الراوي مع هذا التوجيه (إذا وجدت) قال الحافظ: قوله: إذا كذا أي: بالألف للجميع ولمسلم (صبيًا في السبي) أي: في جملة صبيان السبي (أخذته فالصقتة ببطنها) قال الحافظ: حذف منه شيء بينته رواية الإسماعيلي ولفظه: إذا وجدت صبيًا أخذته فأرضعته فوجدت صبيًا فأخذته فألزمته بطنها. وعرف من سياقه إنها كانت فقدت صبيها وتضررت بإجتماع اللبن