٢٣٩٥- (٩) وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحدًا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة الله. رواه مسلم.
٢٣٩٦- (١٠) وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، يكفر الله عنه
ــ
٢٣٩٥- قوله:(لا يدخل) بضم أوله (عمله) بالرفع فاعله (ولا يجيره) أي: لا يخلصه ولا ينجيه أجار فلانًا أغاثه وأعانه ونصره، وأجاره من العذاب أي أنقذه وأبعده (ولا أنا) أي: إياي (إلا برحمة الله) أي: إلا عملاً مقرونًا برحمته، فالاستثناء متصل فدخول الجنة بمحض الفضل ودرجاتها على حسب أعمال أصحابها بمقتضى العدل (رواه مسلم) في التوبة من طريق أبي الزبير عن جابر، وأخرجه أحمد (ج٣: ص٣٣٧) من طريق أبي سفيان عن جابر بلفظ: قاربوا وسددوا فإنه ليس أحدكم ينجيه عمله. قالوا: ولا إياك يا رسول الله قال: ولا إياي، إلا أن يتغمدني الله برحمته. وأخرجه أيضًا بنحوه (ج٣: ص٣٦٢: ٣٩٤) .
٢٣٩٦- قوله:(إذا أسلم العبد) هذا الحكم يشترك فيه الرجال والنساء وذكره بلفظ المذكور تغليبًا (فحسن إسلامه) عطف على أسلم وهو بضم السين المخففة أي صار إسلامه حسنًا بمواطاة الظاهر الباطن، ويمكن تشديد السين ليوافق رواية أحسن أحدكم إسلامه أي جعله حسنًا بالمواطاة المذكورة، قال العيني: معنى حسن الإسلام الدخول فيه بالظاهر والباطن جميعًا، يقال في عرف الشرع حسن إسلام فلان إذا دخل فيه حقيقة، يعني صار إسلامه حسنًا باعتقاده وإخلاصه ودخوله فيه بالباطن، والظاهر بأن لا يكون منافقًا، قال القاري: وليس معناه استقام على الإسلام وأدى حقه وأخلص في عمله لإيهامه إن مجرد الإسلام الصحيح لا يكفر (يكفر الله عنه) من التكفير وهو التغطية وهو في المعاصي كالإحباط في الطاعات، ويكفر بضم الراء جواب إذا، قيل: ويجوز جزمه فتكسر الراء حينئذٍ لالتقاء الساكنين، لأن الأصل في الساكن إذا حرك حرك بالكسر، ويرد بأن جزم جواب إذا، إنما يجوز في الضرورة، قال ابن هشام في مغنيه (ج١: ص٨٥) : ولا تعمل إذا الجزم إلا في الضرورة كقوله:
استغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتجمل
وقال الرضى: لما كان حدث ((إذا)) الواقع فيه مقطوعًا به في أصل الوضع لم يرسخ فيه معنى أن الدال على الفرض بل صار عارضًا على شرف الزوال، فلهذا لم تجزم إلا في الشعر مع إرادة معنى الشرط وكونه بمعنى متى، فقول الحافظ في الفتح: إن إذا لا تجزم أي في النثر، وذهل العيني عن كون محل جزمها، إنما هو في