للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رواه البخاري.

ــ

أخذه ورد على القاطع لأهل الكبائر بالنار كالمعتزلة، ثم قوله: إلى أضعاف كثيرة، هكذا وقع في جميع النسخ من المشكاة، وهو من زيادة المصنف أو الناسخ وهي خطأ وغلط بلا شك، لأنها ليست في صحيح البخاري ولم تقع أيضًا في سنن النسائي وليست أيضًا في الجامع الصغير والمصابيح والكنز (ج١: ص٦٠) ويدل أيضًا على كونها غلطًا أنه استدل بعضهم بهذا الحديث كما ذكر شراح البخاري نقلاً عن الماوردي على أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة بل ينتهي إلى سبعمائة ثم رد كلهم على هذا البعض بحديث ابن عباس الآتي المصرح بالتضعيف إلى أكثر من سبعمائة ولو كانت هذه الزيادة في حديث أبي سعيد أيضًا لم يكن للاستدلال به على هذا القول وجه ولما احتاج من رد عليه إلى الاحتجاج على خلافه بحديث ابن عباس (رواه البخاري) هذا الحديث لم يسنده البخاري في موضع من صحيحه بل ذكره معلقًا في باب حسن إسلام المرء من كتاب الإيمان، فقال قال مالك: أخبرني زيد بن أسلم إن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أسلم العبد إلخ. والبخاري لم يدرك زمن مالك فيكون تعليقًا ولكنه بلفظ جازم فهو صحيح ولا قدح فيه لأنه موصول من جهات أخر صحيحة، ولم يذكره لشهوته وكيف وقد عرف من شرطه وعادته أنه لا يجزم إلا بتثبت وثبوت، وليس كل معلق يقدح فيه، فهذا وإن كان معلقًا لكنه في حكم المتصل الموصول في كونه صحيحًا وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته، فقال أخبرنا النضروي وهو العباس بن الفضل حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد بن مسلم عن مالك عن زيد بن أسلم. وكذا وصله النسائي في (كتاب الإيمان) ، والحسن بن سفيان في مسنده، والبزار والبيهقي في الشعب والإسماعيلي، ولفظه من طريق عبد الله بن نافع عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أسلم العبد كتب الله له كل حسنة قدمها ومحى عنه كل سيئة زلفها، ثم قيل له: ائتنف العمل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة، والسيئة بمثلها، إلا أن يغفر الله. وأخرجه الدارقطني في غرائب مالك من تسع طرق ولفظه من طريق طلحة بن يحيى عن مالك ما من عبد يسلم فيحسن إسلامه إلا كتب الله له كل حسنة زلفها ومحى عنه كل خطيئة زلفها بالتخفيف فيهما، وللنسائي نحوه لكن قال أزلفها فقد ثبت في جميع الروايات ما سقط من رواية البخاري، وهو كتابة الحسنات المتقدمة قبل الإسلام وقوله: ((كتب الله)) أي: أمر أن يكتب. وللدارقطني من طريق ابن شعيب عن مالك يقول الله لملائكته اكتبوا. قيل: وإنما اختصره البخاري وأسقط ما رواه غيره عمدًا لأنه مشكل على القواعد والأصول. فقال المازري ثم القاضي عياض وغيرهما: الكافر لا يصح منه التقرب فلا يثاب على العمل الصالح الصادر في شركه، لأن من شرط المتقرب كونه عارفًا بمن يتقرب إليه والكافر ليس كذلك ورده النووي فقال الصواب الذي عليه المحققون، بل نقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>