أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله. وفي رواية: رب إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر. رواه مسلم.
٢٤٠٥- (٢) وعن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده، ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيى. وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا
ــ
ما يقول في المساء (أيضًا) أي لكن يقول بدل ((أمسينا وأمسى الملك لله)) (أصبحنا وأصبح الملك لله) ويبدل اليوم بالليلة فيقول: اللهم إني أسالك من خير هذا اليوم، ويذكر الضمائر بعده (وفي رواية) أي لمسلم وغيره يقول بعد قوله: ((سوء الكبر)) (رب إني أعوذ بك) كذا في جميع النسخ الموجودة عندنا والذي في صحيح مسلم ((رب أعوذ بك)) أي بسقوط ((إني)) وكذا وقع عند الترمذي وأبي داود وهكذا في المصابيح وجامع الأصول والحصن (من عذاب في النار وعذاب في القبر) التنكير فيهما للتقليل لا للتفخيم كما وهم ابن حجر. وفي الحديث إظهار العبودية والافتقار إلى تصرفات الربوبية، وإن الأمر كله خيره وشره بيد الله، وأن العبد ليس له من الأمر شيء، وفيه تعليم للأمة ليتعلموا آداب الدعوة (رواه مسلم) وكذا الترمذي في الدعوات، وأبو داود في الأدب، وابن السني (ص١٣) ، والنسائي، وابن أبي شيبة كما في الحصن، ورواه أحمد (ج١: ص٤٤٠) مختصرًا جدًا. وفي الباب عن أنس أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وأبو داود، وابن السني، والبغوي في شرح السنة (ج٥: ص١٣٢) .
٢٤٠٥- قوله (إذا أخذ مضجعه) بفتح الجيم أي أتى فراشه ومرقده (من الليل) أي في بعض أجزاء الليل فالمضجع كمقعد موضع الضجع، وفي رواية للبخاري:((إذا أوى إلى فراشه)) أي دخل فيه، وقال الطيبي: قوله: ((من الليل)) صلة لأخذ على طريق الاستعارة كأنه قيل إذا أخذ حظه من الليل أي أراد أن ينام، لأن لكل أحد حظًا منه وهو السكون والنوم والراحة فكأنه يأخذ منه نصيبه وحظه بالسكون والنوم قال تعالى:{جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ}(١٠: ٦٧) والمضجع مصدر - انتهى (وضع يده) أي كفه اليمنى (تحت خده) وعند أحمد (ج٥: ص٣٨٧)((وضع يده اليمنى تحت خده اليمنى)) (اللهم باسمك) بوصل الهمزة، أي بذكر اسمك جادًا لا بكف اللسان عن ذكرك ولا بقلب غافل (أموت) قدم الموت لأن النوم أخوه وهذا وقت النوم (وأحيي) بفتح الهمزة أي أنام واستيقظ يعني بذكر اسمك أحيى ما حييت وعليه أموت. ويسقط بهذا سؤال من يقول بالله الحياة والموت لا باسمه، ويحتمل أن يكون لفظ الاسم هنا زائدًا كما في قول الشاعر:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) ولأحمد في الرواية المذكورة ((أحياني بعد ما أماتني)) قيل: هذا ليس إحياء ولا إماتة