٢٤٢٥- (٢٢) وعَنْ حَفْصَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ. ثَلَاثَ مِرات. رواه أبو داود.
٢٤٢٦- (٢٣) وعن عَلِيٍّ أَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّات مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ
ــ
صحيح كما قال الحافظ: وصنيع المصنف يدل على أن حديث حذيفة ليس عند أحمد، وحديث البراء لم يروه الترمذي والأمر ليس كذلك كما عرفت.
٢٤٢٥- قوله (وعن حفصة) أم المؤمنين رضي الله عنها (كان إذا أراد أن يرقد) ، أي ينام (قني عذابك يوم تبعث عبادك) فيه أنه ينبغي للعاقل أن يجعل النوم وسيلة لذكر الموت والبعث الذي بعده (ثلاث مرات) ، في بعض النسخ مرار (رواه أبو داود) في الأدب وسكت عنه هو والمنذري وقال: وأخرجه النسائي أيضًا مختصرًا في وضع الكف خاصة. قلت: وأخرجه أيضًا أحمد (ج٦: ص٢٨٧، ٢٨٨) ، وابن السني (ص٢٣١، ٢٣٢) مختصرًا ومطولاً وعزاه في الحصن للبزار، وابن أبي شيبة أيضًا، وفي الباب عن ابن مسعود أخرجه أحمد (ج١: ص٣٩٥، ٤٠١، ٤١٥، ٤٤٤) ، وابن ماجة، ورجال إسناده ثقات إلا أنه منقطع أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه شيئًا.
٢٤٢٦- قوله (كان يقول عند مضجعه) اسم مكان أي عند اضطجاعه في مضجعه أو اسم زمان أو مصدر (إني أعوذ بوجهك) ، أي بذاتك والوجه يعبر به عن الذات كما في قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}(٢٨: ٨٨)(وكلماتك التامات) وفي بعض النسخ من سنن أبي داود ((التامة)) ، أي بالإفراد، أي الكاملات في إفادة ما ينبغي وهي أسماءه وصفاته أو آياته القرآنية (من شر ما أنت آخذ بناصيته) ، أي هو في قبضتك وتصرفك كقوله تعالى:{مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَاّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}(١١: ٥٦) ، وهي عبارة عن القدرة أي من شر جميع الأشياء لأنه على كل شيء قدير. (أنت تكشف) ، أي تزيل وتدفع (المغرم) مصدر وضع موضع الاسم والمراد مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل المغرم كالغرم الدين. والمراد به ما استدين فيما يكرهه الله أو فيما يجوز ثم يعجز عن أداءه، فأما دين احتاج إليه وهو قادر على أداءه فلا يستعاذ منه ذكره الجزري في النهاية، وقال التوربشتي: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر بغير جناية منه وكذلك ما يلزمه أداءه، ومنه الغرامة والغريم الذي عليه الدين والأصل فيه الغرام وهو الشر الدائم والعذاب والمراد من المغرم ما يلزم به الإنسان من غرامة أو يصاب به في ماله من خسارة وما يلزمه كالدين وما يلحق به من المظالم (والمأثم) ، أي ما يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه وضعًا للمصدر موضع الاسم (لا يهزم) بصيغة المجهول، أي لا يغلب ولو في عاقبة الأمر