للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلا يُخْلَفُ وَعْدُكَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ. رواه أبو داود.

٢٤٢٧- (٢٤) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ أو عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ

ــ

(ولا يخلف وعدك) ، بصيغة المجهول من الإخلاف ورفع وعدك، وفي بعض النسخ بلفظ المخاطب المعلوم فوعدك منصوب، (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ، الجد بفتح الجيم وفسر بالغني وعليه الأكثرون، أي لا ينفع ذا الغني غناه منك، أي بدل طاعتك وإنما ينفعه العمل الصالح، وقيل: الجد هو البخت والحظ والعظمة، أي لا ينفعه ولا ينجيه حظه بالمال والولد والعظمة إنما ينفعه وينجيه منك فضلك ورحمتك. قال الجزري الجد البخت، وقيل: الغني، أي لا ينفع المبخوت والمسعود حظه وغناه اللذان هما منك، إنما ينفعه العمل والطاعة والإخلاص - انتهى. وقيل منك معناه عندك. وقيل الجد أبو الأب والأم، أي لا ينفع أحدًا مجرد نسبه، وقيل الجد بكسر الجيم بمعنى الجد والاجتهاد في الدنيا، والمعنى أن صاحب الجد على حيازة الدنيا الحريص عليها لا ينفعه ذلك وإنما ينفعه عمل الآخرة (سبحانك وبحمدك) ، أي أجمع بين تننزيهك وتحميدك (رواه أبو داود) في الأدب وأخرجه أيضًا النسائي، وابن أبي شيبة وسكت عنه أبو داود وصححه النووي.

٢٤٢٧- قوله (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم) ، يجوز فيهما النصب صفة لله بعد صفة أو مدحًا بعد مدح، والرفع بدلاً من الضمير أو على أنه خبر مبتدأ محذوف (وأتوب إليه) ، أي أطلب المغفرة وأريد التوبة فكأنه قال: اللهم اغفر لي ووفقني للتوبة (ثلاث مرات) ظرف قال (غفر الله له ذنوبه) ، أي المتعلقة بحق الله أو الذنوب مطلقًا إن قصد بذلك التوبة وعدم العود وعجز عن إرضاء أصحاب الحقوق فلا يبعد أن الله تعالى يقبل توبته ويرضي خصومه من عنده وفضل الله واسع (وإن كانت) ، أي ولو كانت ذنوبه في الكثرة (مثل زبد البحر) ، الزبد محركة ما يعلو الماء وغيره من الرغوة (أو) للتنويع (عدد رمل عالج) بفتح اللام وكسرها. قال في مرآة الزمان: عالج موضع بالشام رمله كثير، وقال الطيبي: موضع بالبادية فيه رمل كثير، وفي النهاية: العالج ما تراكم من الرمل ودخل بعضه على بعض وجمعه عوالج. فعلى هذا لا يضاف الرمل إلى عالج لأنه صفة له، أي رمل يتراكم، وفي التحرير عالج موضع مخصوص فيضاف، قال ميرك: الرواية بالإضافة فعلى قول صاحب النهاية وجهه أن يقال: إنه من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة أو الإضافة بيانية وعدد منصوب عطفًا على مثل ويجوز جره عطفًا على الزبد وكذا قوله أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا. كذا في المرقاة. قلت: لفظ الترمذي ((وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا، وهذا يعين أن العدد في لفظ المشكاة منصوب عطفًا على مثل، والمصنف تبع البغوي في نقل لفظ الحديث، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>