للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه الترمذي.

٢٤٩٦- (١٦) وعَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نبي اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوِيذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ قَالَ:

ــ

على غير المحمود فقيل فلان اتبع هواه إذا أريد ذمه، وفي التنزيل {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى} (٣٨: ٢٦) منه ((فلان من أهل الأهواء)) لمن زاغ عن الشرع من أهل القبلة كالجبرية والقدرية والحشوية والخوارج والروافض ومن سار سيرتهم كذا في المغرب. قال الطيبي: الإضافة في القرينتين الأوليين من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف وفي الثالثة بيانية لأن الأهواء كلها منكرة انتهى. قال القاري: والأظهر أن الإضافات كلها من باب واحد، ويحمل الهوى على المعنى اللغوي كما في قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} (٢٨: ٥٠) أو يحمل على ما تختاره النفس من العقائد ومنه قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (٤٥: ٢٣) فالمراد بالأهواء مطلقًا الاعتقادات وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة، وقيل منكرات الأهواء هي الزيغ والانهماك في الشهوات جمع هوى مقصور هوى النفس وهو ميلها إلى المستلذات والمستحسنات عندها واستعاذ منه لأنه يشغل عن الطاعة ويؤدي إلى الأشر والبطر وزاد في رواية الحاكم والأدواء، أي من منكرات الأدواء، وهي بمعنى سيئ الأسقام وذكر هذا الدعاء مع عصمته تعليمًا لأمته كما سبق (رواه الترمذي) في الدعوات، وأخرجه أيضًا الحاكم (ج١: ص٥٣٢) ، والطبراني في الكبير، ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرًا بلفظ ((اللهم جنبي منكرات الأهواء والأدواء)) ، والحديث حسنه الترمذي وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

٢٤٩٦- قوله (وعن شتير) أوله شين معجمة ثم تاء مثناة وآخرة راء مصغرًا (بن شكل) بفتح المعجمة والكاف العبسي الكوفي يقال أنه أدرك الجاهلية ثقة من الطبقة الوسطى من التابعين، مات في ولاية ابن الزبير وقيل توفي زمن مصعب (عن أبيه) ، أي شكل وهو من رهط حذيفة بن اليمان صحابي سكن الكوفة لم يرو عنه غير ابنه شتير وذكر له أبو القاسم البغوي هذا الحديث وقال لا أعلم له غيره، كذا في مختصر السنن (ج٢: ص١٦١) للمنذري، وقال الحافظ: في الإصابة (ج٢: ص١٥٤) بعد ذكر هذا الحديث من رواية السنن قلت: وله رواية عن علي (علمني تعويذًا) ، أي ما يتعوذ به. قال الجوهري في الصحاح (ج٢: ص٥٦٧) : العوذة والمعاذ والتعويذ كله بمعنى. وقال المجد في القاموس: العوذة بالهاء الرقية كالمعاذة والتعويذ قلت: قوله ((تعويذًا)) ، كذا في جميع النسخ من المشكاة والمصابيح، وهكذا وقع عند البخاري في تاريخه (٢ - ٢ - ٢٦٦) ، وفي شرح السنة للبغوي (ج٥: ١٦٩) ، وللترمذي تعوذًا بتشديد الواو المضمومة، وهكذا وقع في أسد الغابة (ج٣: ص٣) ، وجامع الأصول (ج٥: ص١٣٢) ، وجمع الفوائد (ج٢: ص٦٦٧) والإصابة والمستدرك للحاكم، وفي رواية أبي داود: علمني دعاء فقال، وأخرج النسائي الروايتين إلا أنه قال ((علمني الدعاء انتفع به)) ، وهكذا وقع عند أحمد في المسند والبخاري في التاريخ والأدب المفرد (ج٢: ص١١٧) (أتعوذ به) أي لخاصة نفسي، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>