للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَشَرِّ بَصَرِي وَشَرِّ لِسَانِي وَشَرِّ قَلْبِي وَشَرِّ مَنِيِّي. رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي.

٢٤٩٧- (١٧) وعَنْ أَبِي الْيَسَرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو:

ــ

الترمذي بعده ((قال فأخذ بكفي)) ، وللنسائي والبخاري في التاريخ والبغوي ((فأخذ بيدي)) وكان أخذه - صلى الله عليه وسلم - كفه لمزيد الاعتناء والاهتمام بالتعليم (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي) ، أي حتى لا أسمع شيئًا تكرهه. وقال في الحرز الثمين قوله من شر سمعي بأن أسمع كلام الزور والبهتان والغيبة وسائر أسباب العصيان أو بأن لا أسمع كلمة الحق وأن لا أقبل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (وشر بصري) ، أي حتى لا أرى شئيًا تكرهه، وقيل: أي خائنة الأعين وغيرها من معاصي النظر، وقيل: بأن أنظر إلى محرم أو أرى إلى أحد بعين الاحتقار وأن لا أتفكر في خلق السماء والأرض بنظر الفكر والاعتبار، (وشر لساني) ، أي حتى لا أتكلم بما لا يعنيني، وقيل: أي من شر نطقي فإن أكثر الخطايا منه وهو الذي يورد المرأ في المهالك، وخص هذه الجوارح لما أنها مناط الشهوة ومثار اللذة، (وشر قلبي) ، أي حتى لا أعتقد اعتقادًا فاسدًا ولا يكون فيه نحو حقد وحسد وتصميم فعل مذموم أبدًا وقيل: أي بأن أشتغل بغير أمر ربي وقيل: أي من شر نفسي والنفس مجمع الشهوات والمفاسد بحب الدنيا والرهبة من الخلق وخوف فوت الرزق والأمراض القلبية من نحو حسد وحقد وطلب رفعه وغير ذلك (وشر منيي) هو المني المشهور بمعنى الماء المعروف مضاف إلى ياء المتكلم، أي بأن أوقعه في غير محله أو يوقعني في مقدمات الزنا من النظر واللمس والتقبيل والمشي والعزم وأمثال ذلك. وقيل هو أن يغلب عليه حتى يقع في الزنا أو مقدماته، وقيل: أي من شر شدة الغلمة وسطوة الشهوة إلى الجماع الذي إذا أفرط ربما أوقع في الزنا أو مقدماته لا محالة فهو حقيق بالاستعاذة من شره، وخص هذه الأشياء بالاستعاذة لأنها أصل كل شر وقاعدته ومنبعه وزاد في رواية للنسائي والبغوي، ((قال: حتى حفظتها)) قال سعد (أحد رواة الحديث) : ((والمني ماءه)) وفي رواية للنسائي أيضًا يعني ذكره، وللترمذي يعني فرجه. وقوله ((منيي)) كذا في جميع النسخ من المشكاة والمصابيح، وهكذا وقع في النسخ الموجودة عندنا للترمذي، وكذا عند أحمد، والبخاري، وأبي داود، والنسائي، والحاكم، والبغوي، والجزري في أسد الغابة، وذكره في جامع الأصول بلفظ ((ومن شر هني)) يعني الفرج. وقال هذه رواية الترمذي، وكذا نقله في جمع الفوائد وعزاه لأصحاب السنن (رواه أبو داود) في آخر الصلاة، (والترمذي) في الدعوات، (والنسائي) في الاستعاذة، وأخرجه أيضًا أحمد (ج٣: ص٤٢٩) ، والبخاري في الأدب المفرد (ج٢: ص١١٧، ١١٨) ، وفي التاريخ الكبير (٢/٢/٢٦٦) ، والحاكم (ج١ص٥٣٢، ٥٣٣) والبغوي (ج٥: ص١٦٨، ١٦٩) وسكت عنه أبو داود وحسنه الترمذي ونقل المنذري تحسينه وأقره. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

٢٤٩٧- قوله (وعن أبي اليسر) بفتح التحتية والسين المهملة آخره راء اسمه كعب بن عمرو بن عباد السلمي

<<  <  ج: ص:  >  >>