إِلَى طَبْعٍ. رواه أحمد، والبيهقي في الدعوات الكبير.
٢٤٩٩- (١٩) وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ
ــ
الإرشاد إلى الشيء والدلالة إليه، ثم اتسع فيه فاستعمل بمعنى الإدناء من الشيء والإيصال إليه قال القاري: الأظهر أن الهداية هنا بمعنى الدلالة وهي متعد تارة بنفسه كاهدنا الصراط المستقيم وتارة باللام كقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(١٧: ٩) وتارة بإلى كقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(٤٢: ٥٢) فلا حاجة إلى استعمالها بمعنى الإدناء والإيصال (إلى طبع) بفتح الطاء والموحدة، أي عيب وشين وأصله الدنس الذي يعرض السيف، وكانوا يرون أن الطبع هو الرين قال مجاهد: الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال. ثم استعمل الطبع فيما يشبه الوسخ في الدنس من الآثام والأوزار وغير ذلك من العيوب والمقابح المعنوية، والمعنى تعوذوا بالله من طمع يسوقكم وبدلكم إلى ما يشينكم في الدين ويزري بكم في المروءة من المقابح كالمذلة للسفلة والتواضع لأرباب الدنيا وإظهار السمعة والرياء وغير ذلك مما يترتب على الطمع، لذا قيل الطمع فساد الدين والورع صلاحه. وللحديث عند أحمد والطبراني تتمة وهي ((ومن طمع يهدي إلى غير مطمع)) ، (أي إلى تأميل ما يبعد حصوله والتعليق به، قال في المصباح: ومن كلامهم ((فلان طمع في غير مطمع)) إذا أمل ما يبعد حصوله) ((ومن طمع حيث لا مطمع)) ، (أي ومن طمع شيء لا مطمع فيه بالكلية لتعذره حسًا أو شرعًا، وهذه الثالثة أحط مراتب الدناءة في مطمع وأقبحها فإن حيث للتعميم في الأمكنة والأزمنة والأحوال، أي حيث لا يمكن حصوله في مكان أصلاً ولا في زمان أصلاً ولا في حال أصلاً فهو محال فهو أشد ذمًا ودناءة مما قبله)(رواه أحمد)(ج٥: ص٢٣٢، ٢٤٧)(والبيهقي في الدعوات الكبير) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج١٠: ص١٤٤) مطولاً وقال: رواه الطبراني (في الكبير) ، وأحمد والبزار بنحوه وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. قلت: وأخرجه أيضًا الحاكم (ج١: ص٥٣٣) بنحوه وفي إسناده عبد الله بن عامر الأسلمي. وقال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد ووافقه الذهبي. قلت: عبد الله بن عامر هذا من رجال ابن ماجة، قال الحافظ: عنه في التقريب، ضعيف. قلت: قد ضعفه أحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وأبو داود، وابن معين، والدارقطني. وقال أبو حاتم: متروك. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه. وقال أيضًا: ذاهب الحديث. وقال ابن سعد: كان قارئًا للقران وكان يقوم بأهل المدينة في رمضان، وكان كثير الحديث استضعف. وقال ابن عدي: كان عزيز الحديث لا يتابع في بعض حديثه وهو ممن يكتب حديثه. وذكره البرقي في ((باب من غلب عليه الضعف)) .
٢٤٩٩- قوله (استعيذي بالله من شر هذا) ، أي هذا القمر (فإن هذا هو الغاسق إذا وقب) ، قال المجد: في القاموس الغسق محركة ظلمة أول الليل وغسق الليل كضرب غسقًا اشتدت ظلمته والغاسق القمر أو الليل إذا غاب