للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو العباس [١] محمد بن يزيد من العلم، وغزارة الأدب، وكثرة الحفظ، وحسن الإشارة، وفصاحة اللّسان، وبراعة البيان، وملوكية المجالسة، وكرم العشرة، وبلاغة المكاتبة، وحلاوة المخاطبة، وجودة الخطّ، وصحة القريحة، وقرب الإفهام، ووضوح الشرح، وعذوبة المنطق؛ على ما ليس عليه أحد ممن تقدّمه أو تأخّر عنه.

وقرأ المبّرد كتاب سيبويه على الجرمىّ، ثم توفى الجرمىّ فابتدأ قراءته على المازنىّ؛ وقيل سمع أبو العباس الكتاب على الجرمىّ وعمله على المازنىّ [٢].

وقال إسماعيل بن إسحاق القاضى: لم ير أبو العباس مثل نفسه ممّن كان قرينه، ولا يرى بعده مثله.

قال سهل بن أبى سهل البهزىّ [٣] وإبراهيم بن محمد المسمعىّ: رأينا محمد بن يزيد وهو حدث السنّ، متصدّرا فى حلقة أبى عثمان المازنىّ يقرأ عليه كتاب سيبويه؛ وأبو عثمان فى تلك الحلقة كأحد من فيها.

وقال اليوسفىّ الكاتب [٤]: كنت يوما عند أبى حاتم السّجستانىّ إذ أتاه شاب من أهل نيسابور فقال: يا أبا حاتم إنى قدمت بلدكم، وهو بلد العلم والعلماء، وأنت


[١] ذكر السيوطى فى المزهر (٢: ٤٥٦): «حيث أطلق البصريون أبا العباس فالمراد به المبرد، وحيث أطلقه الكوفيون فالمراد به ثعلب».
[٢] فى هامش الأصل (٢: ١٩٣): «حاشية- روى عن المبرّد جماعة، منهم أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه؛ وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحلبى، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولى، ومحمد بن جعفر الخرائطى، وعمر بن حسن بن مالك الأشنانى، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب، ومحمد بن زيد بن أبى الأزهر، وأبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو على عيسى بن محمد الطومارىّ، وأبو بكر محمد بن مروان الدينورىّ».
[٣] البهزىّ، بفتح الباء: منسوب إلى بهز بن امرىء القيس بن بهتة بن سليم بن منصور. وانظر اللباب (١: ١٥٦).
[٤] هو أبو الطيب محمد بن عبد الله، من ولد أحمد بن يوسف الكاتب (كاتب المأمون)؛ الفهرست ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>