للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الله بن سعد القطربلّىّ فى تاريخه: «مات أبو العباس المبرّد يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وله تسع وسبعون سنة، ودفن فى مقابر باب الكوفة فى دار اشتريت له».

وقال أبو علىّ إسماعيل بن محمد الصفّار: مات أبو العباس المبرّد فى ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين. وذكر غيرهم فى ذى القعدة. قال غيرهم: إنه نيّف على التسعين.

وكان أبو العباس مقدّما فى الدّول عند الوزراء والأكابر؛ ولما مات الفتح بن خاقان كتب محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحارث يحث فى إشخاص محمد بن يزيد المبرّد فلم يزل مقيما معه، وسبّب له أرزاقا على مصر حسبما كانت أرزاق الندامى تجرى عليهم من هناك.

وكان له شعر جيّد كثير لا يدّعيه ولا يفخر به؛ فمنه قوله فى عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر بن الحارث [١]، وقد ورد عليه كتابه وفى درجه [٢] التسبيب بأرزاقه إلى مصر:

فأجاب عن الكتاب بأبيات قالها على البديهة [٣]:

بنفسى أخ برّ شددت به أزرى ... فألفيته حرّا على العسر واليسر

أغيب فلى منه ثناء ومدحة ... وأحضر منه أحسن القول والبشر

وما طاهر إلّا جمال لصحبه ... وناصر عافيه على كلب الدهر [٤]

تفردت يا خير الورى فكفيتنى ... مطالبة شنعاء ضاق لها صدرى

وأحسن من وجه الحبيب ووصله ... كتاب أتانى مدرجا فى يدى نصر [٥]


[١] كذا فى الأصلين، وفى طبقات الزبيدىّ: «طاهر بن الحارث»؛ وهو الأنسب لسياق الأبيات.
[٢] فى درجه: فى طيه.
[٣] الأبيات فى السيرافى ١٠٦.
[٤] كلب الدهر:
شدته.
[٥] نصر: الغلام الموصل للرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>