للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سررت به لما أتى ورأيتنى ... غنيت وإن كان الكتاب إلى مصر

فقلت رعاك الله من ذى مودّة ... فقدفتّ إحسانا وقصّرت من شكرى

وكتب إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بعد أن استبطأه وعاتبه:

يا موئلا لذوى الهمّات والخطر ... ومن عمدت لحاجاتى من البشر

هل أنت راض بأن يضحى نزيلكم ... والمستجيب لكم فى حال مستتر

صفرا من المال إلّا من رجائكم ... ولا بسا بعد يسر حلّة العسر

قل للأمير عبيد الله دام له ... عزّ الإمارة فى طول من العمر

بدأت وعدا فأنجزه لمنتظر ... فإنّ حقّ تمام الورد فى الصدر

وقد بدا عود شكرى مورقا فأجد ... سقياه أجنيك منه يانع الثمر

فإنما يسم الوسمىّ مبتدئا ... وللولىّ نبات الرّوض والزّهر [١]

والسّيف يجلى فإن لم تسق صفحته ... نبا ولم يك كالمشحوذة البتر

وقد تقدّم إحسان إلىّ لكم ... لم أوت فيه من الإغراق فى الشّكر

وفى بقاء عبيد الله لى خلف ... وفيض راحته المغنى عن المطر

وله فى أحمد بن يحيى ثعلب:

أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكى الصّبّ إلى الصّبّ

لو أخذ النحو من الرّبّ ... ما زاده إلا عمى قلب

ولما أنشد ثعلب هذين البيتين تمثل بقول الشاعر:

أسمعنى عبد بنى مسمع ... فصنت عنه النفس والعرضا

ولم أجبه لاحتقارى له ... ومن يعضّ الكلب إن عضّا!


[١] الوسمىّ: مطر الربيع الأول، والولىّ: المطر بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>