للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضا:

لا بدّ من غفلة يعيش بها ال ... مرء وإلا فعيشه كدر

أما رأيت الصحيح يؤلمه ... ما لا يبالى بمثله الحذر

وله أيضا:

أشمال ويحك بلّغى تسليمى ... من ليس يبلغه لنا تسليم

مرّى به وتعلّقى بردائه ... ليكون فيك من الحبيب نسيم

قولى له ما بال قلبك قاسيا ... ولقد عهدتك بى وأنت رحيم

إنّى أجلّك أن أقول ظلمتنى ... والله يعلم أنّنى مظلوم

انقضى ما نقل من كتاب الوشاح.

قلت [١]: وكان بحلب رجل كاتب إنشاء لبعض المستولين عليها، وحصلت له نسخة [من كتاب «المفصل» للزمخشرى، وأراد تصحيحها، واتفق أن اجتاز] [٢] بدمشق فى بعض سفراته إليها، فسأل أبا اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى مطالعتها وتحقيقها، فأجابه إلى ذلك- وهو يومئذ نحوىّ دمشق بزعمه- ولما فرغ من تصفّحها كتب على ظهرها كلاما مثاله: قوبل به نسختان مثله فى السّقم، واستخرجت الصّحة منهنّ، وهو تأليف موضوع على الاختصار، بالتقاط المسائل من كتب أئمة العربية، فجاء مستغلق الألفاظ على ما تحتها من المعانى الواضحة.

وكان الزمخشرىّ أعلم فضلاء العجم بالعربية فى زمانه، وأكثرهم أنسا واطّلاعا على كتبها، وبه ختم فضلاؤهم. وكان متحققا بالاعتزال؛ قدم علينا بغداذ سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، رأيته عند شيخنا أبى منصور ابن الجواليقىّ رحمه الله مرتين، قارئا عليه بعض كتب اللغة من فواتحها، ومستجيزا لها؛ لأنه لم يكن له على ما عنده من العلم لقاء ولا رواية؛ عفا الله عنه وعنا.


[١] فى الأصل: «قال»، وما أثبته عن ب.
[٢] تكملة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>