للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما صاروا إلى قوله:

أما الفؤاد فلا يزال موكّلا ... بهوى جمانة أو بريّا العاقر

فقال له: التوّزىّ: ما هما؟ فقال عمارة: ما يقول صاحبكم أبو عبيدة؟

قال: يقول: هما امرأتان، فضحك عمارة وقال: هما رملتان [١] عن يمين بيتى وشماله، فقال التوّزىّ: اكتب لمن كان هناك- وأظنه المبرّد- فاستكبرت ما قال إجلالا لأبى عبيدة، فقال: اكتب؛ فإن أبا عبيدة لو حضر هذا لأخذ هذا الضرب عنه، هذا بيت الرجل.

وحمل أبو عبيدة إلى الرشيد والأصمعىّ، فاختار الأصمعىّ لمجالسته؛ لأنه كان أصلح لمجالسة الملوك.

وكان أبو عبيدة إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه؛ وإذا تحدّث أو قرأ لحن اعتمادا منه لذلك ويقول: النحو محذور. وكان ألثغ وسخا؛ ولم يزل يصنّف حتى مات وقد أسنّ.

وسأله بعض الناس كتابا إلى بعض، فقال لمن حضر: اكتب عنى كتابا والحن فيه، فإن النحو محذور. وكان ربما اعتمد التصحيف، فما ينشده غير جاهل بذلك.

وكان ولد فى سنة عشر ومائة. وسأله الأمير جعفر بن سليمان بن على عن مولده فقال: قد سبقنى إلى الجواب عن مثل هذا عمر بن أبى ربيعة المخزومىّ، قيل له:

متى ولدت؟ فقال فى الليلة التى مات فيها عمر بن الخطاب، فأىّ خير رفع؛ وأىّ شر وضع! وإنى ولدت فى الليلة التى مات فيها الحسن بن أبى الحسن البصرىّ، وهى ليلة من سنة عشر ومائة، وجوابى جواب عمر بن أبى ربيعة.


[١] جمانة وريا؛ ذكرهما ياقوت، وأورد البيت والخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>