للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يتّهم باللّواط، ولهذا لم يقبل الحكام قوله ولا شهادته.

قال الأصمعىّ: دخلت أنا وأبو عبيدة يوما المسجد، فإذا على الأسطوانة التى يجلس عليها مكتوب على نحو من سبعة أذرع:

صلّى الإله على لوط وشيعته ... أبا عبيدة قل بالله آمينا

فقال: امح هذا، فركبت ظهره ومحوته بعد أن أثقلته إلى أن قال: أثقلتنى وقطعت ظهرى، فقلت له: قد بقيت الطّاء، فقال هى شرّ حروف هذا الشعر.

وكان يقول شعرا ركيكا، فمنه ما قاله فى خرّك ابن أخى يونس النحوىّ- وكان يتعشقه وهما هذان البيتان:

ليتنى ليتنى وليت وأنّى ... ليتنى قد علوت ظهرك خرّك

فقرأنا كتابه وفضضنا ... خاتما كان قبلنا لم يفكّك

وشهد عند عبد الله بن الحسن العنبرىّ ومعه رجل عدل، فقال أبو عبيد الله للمذعى: أما أبو عبيدة فقد عرفته، فزدنى شهودا.

وقرىء على عمارة بن عقيل بن بلال [١] بن جرير كلمة جرير التى أوّلها [٢]:

طرب الحمام بذى الأراك فهاجنى ... لا زلت فى فنن [٣] وأيك ناضر


[١] هو عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى. كان من الشعراء الفصحاء، قدم من اليمامة فمدح المأمون ووجوه قوّاده. واتصل بإسحاق بن إبراهيم المصعبى وله فيه مدح كثير. واجتمع الناس وكتبوا شعره، وبقى إلى أيام الواثق ومدحه، وعمى قبل موته. (معجم الشعراء للمرزبانى ص ٢٤٧، والأغانى ٢٠: ١٨٣ - ١٨٨).
[٢] ديوانه ٣٠٤.
[٣] فى الديوان: «غلل»، والغلل: الماء ينساب بين الشجر، والأيك: الشجر الملتف.

<<  <  ج: ص:  >  >>