للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالخروج من عمل القرى، وكان شديد العصبية على المضرية، فلم يقبل منه، فلمّا قبض خالد على الكميت وحبسه اغتمّ معاذ وقال:

نصحتك والنّصيحة إن تعدّت ... هوى المنصوح عزّ لها القبول

فخالفت الذى لك فيه رشد ... فغالت دون ما أمّلت غول

فعاد خلاف ما تهوى خلافا ... له عرض من البلوى وطول

فبلغ الكميت قوله، فكتب إليه:

أراك كمهدى الماء للبحر حاملا ... إلى الرّمل من يبرين متّجرا رملا [١]

وعاش معاذ الهرّاء إلى أيام البرامكة، وقد ولد فى أيام يزيد بن عبد الملك، ومات فى السّنة التى نكب فيها البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة. وكان له أولاد وأولاد أولاد، ماتوا كلّهم وهو باق، ولم يصنّف شيئا فيما علمته [٢].

وذكر المرزبانىّ معاذا فقال: «معاذكم هذا هو معاذ بن مسلم، ويكنى أبا علىّ؛ وقيل أبا مسلم، وهو نحوىّ، مولى محمد بن كعب القرظىّ». قال المرزبانىّ:

«وروى العنبرىّ فى حديث: أن الهرّاء يكنى أبا محمد».

قال عبد الله بن جعفر: «قالوا: كانت كنية معاذ الهراء أبا علىّ، وابنه يسمى عليّا»؛ قال: «وروى عن أبى عبيد أنه قال: سألت أصحابنا عن كنيته فقيل: أبوه كان كنّاه أبا مسلم؛ فلما ولد ابنه علىّ قيل له أبو علىّ؛ فغلب ذلك عليه، وعرف بابنه».


[١] يبرين: من أصقاع البحرين، وهناك الرمل الموصوف بالكثرة. (ياقوت).
[٢] فى الفهرست: «ولا كتاب له يعرف».

<<  <  ج: ص:  >  >>