للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «وكان من موالى محمّد بن كعب القرظىّ [١]».

وقال إسحاق بن الجصّاص: كان معاذ بن مسلم الهرّاء النحوىّ يبيع الهروىّ بالكوفة. وقال إسحاق أيضا: كان معاذ تاجرا يبيع الثّياب الهرويّة؛ ويصنّف كتب النّحو فى أيام بنى أميّة؛ ولم يعرف له كتاب يؤثر عنه؛ وقد روى معاذ الحديث وروى عنه، وحكيت عنه حكايات فى القراءات كثيرة، وكان صالح العلم بالعربية؛ ولكنه ليس من أعلام النحويين، وهو أحد من أخذ عنه الفرّاء.

قال المرزبانىّ: «وقيل إن الفرّاء أستاذ الكسائىّ، وكان يتشيّع».

وقال بعض كتاب معاذ بن مسلم: صحبت معاذا، فسأله رجل ذات يوم:

كم سنّك؟ قال ثلاث وستون. قال: ثم مكث معه بعد ذلك سنين، ثم سأله رجل: كم سنّك؟ قال: ثلاث وستون. فقلت: أنا معك منذ إحدى وعشرين سنة؛ كلّما سألك إنسان عن عمرك قلت: ثلاث وستون سنة؛ فقال: لو كنت معى إحدى وعشرين سنة أخرى ما قلت الا هذا، وقد هجاه بعض الشعراء [٢] فقال:

إنّ معاذ بن مسلم رجل ... قد ضجّ من طول عمره الأبد


[١] فى الحيوان (٦: ٣٢٧) «مولى القعقاع بن شور»، وهو من كبار الأمراء فى الدولة الأموية.
[٢] هو الخزرجىّ، كما ذكره الجاحظ فى الحيوان: (٧: ٥١)، وقد ذكر ابن خلكان أن صاحب الشعر هو أبو السرى سهل بن أبى غالب الخزرجى، وقد ذكر فى نهاية الترجمة أن أبا السبرى هذا نشأ بسجستان، وادّعى رضاع الجن، وأنه صار إليهم، ووضع كتابا ذكر فيه أمراء الجن وحكمتهم وأنسابهم وأشعارهم، وزعم أنه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد بالعهد، فقر به الرشيد، وابنه الأمين، وزبيدة أم الأمين، وبلغ معهم وأفاد منهم. وله أشعار حسان وضعها على الجن والشياطين والسعالى. وقال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت فقد رأيت عجبا، وإن كنت ما رأيته فقد وضعت أدباء والأبيات فى الحيوان (٣: ٤٢٣، و ٦:
٣٢٧، و ٧: ٥١)، منسوبة إلى محمد بن مناذر، وبدون نسبة فى عيون الأخبار (٤: ٥٩ - ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>