للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد شاب رأس الزّمان واكتهل الده [١] ... ر وأثواب عمره جدد [١]

يا نسر لقمان كم تعيش وكم ... تسحب ذيل الحياة يا لبد [٢]

قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنك الوتد [٣]

ورأى رجل معاذا الهرّاء بعد نكب الرشيد بالبرامكة، فسأله عن مولده فقال:

ولدت فى أيام يزيد بن عبد الملك- أو فى أيام عبد الملك، وأنشد فى بنى برمك:

إن بنى برمك أتاهم ... جهر من الموت غير سرّ


[١] فى الحيوان: «واختضب الدهر». وفى ابن خلكان بعد هذا البيت:
قل لمعاذ إذا مررت به ... قد ضج من طول عمرك الأمد
[٢] لبد، كزفر: آخر نسور لقمان، وفى الأساطير أن لقمان كان أطول الناس عمرا بعد الخضر، وأنه أعطى عمر سبعة أنسر، فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله فى الجبل الذى. هو فى أصله فيعيش منه ما عاش، فإذا مات أخذ آخر فرباه، حتى كان آخرها لبدا، وكان أطولها عمرا، فقيل: «طال الأبد على لبد»، وفى ذلك يقول الضبى:
أو لم ترى لقمان أهلكه ... ما افتات من سنة ومن شهر
وبقاء نسر كلما انقرضت ... أيامه عادت إلى نسر
وانظر المعمرين ٣ - ٤، وحياة الحيوان (٢: ٤٩٠).
[٣] بقية الأبيات كما فى ابن خلكان:
تسأل غربانها إذا نعبت ... كيف يكون الصداع والرمد
مصححا كالظليم ترفل فى ... برديك مثل السعير تتقد
صاحبت نوحا ورضت بغلة ذى ال ... قرنين شيخا لولدك الولد
فارحل ودعنا لأن غايتك ال ... موت وإن شد ركنك الجلد
وقال ابن مكتوم: «فيما ذكره القفطى من كون الأبيات الدالية هذه مقولة فى معاذ بن مسلم هذا نظر، فإنها مقولة فى غيره، وهو معاذ بن مسلم صاحب معاذ بن عبد الله الأسدى. وهى لمحمد بن مناذر قالها فى معاذ الحاجب، وهى أكثر؛ قد ذكرت ذلك وأوضحته على الصواب فى كتابى الكبير المسمى بالجمع المتناه فى أخبار اللغويين والنحاه».

<<  <  ج: ص:  >  >>