للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى النّحو، فقال معاذ: كيف تقول من «تؤزّهم أزّا»: يا فاعل افعل؟ وصلها بيا فاعل أفعل من إذا الموءودة سئلت.

فأجاب الرجل معاذا، فسمع أبو مسلم كلاما لم يعرفه فقام عنهم، وأنشأ الأبيات المقدّم ذكرها:

قد كان أخذهم فى النّحو يعجبنى.

- يقال يا آزّ أزّ، ويا وائد إد، مثل قولك: يا واعد عد [١]-.

وأنشد معاذ جوابا لأبى مسلم:

عالجتها أمرد حتى إذا

............... ....

الأبيات المتقدّمة. ولما سمع أبو مسلم الأبيات قال: والله إن زاد بيتا لأهجونّه دون النحاة؛ ولأذكرنّ اسمه ظاهرا، فلم يزد معاذ بعد ذلك شيئا على ما قاله من الأبيات.

وذكرت فى أوّل ترجمته قصّته مع الكميت مختصرة، ثم وجدتها مبسوطة [٢]، فأردت ذكرها هاهنا بمشيئة الله وعونه:

قال محمد بن سهل راوية الكميت: صار الطّرمّاح إلى خالد بن عبد الله القسرىّ إلى واسط فامتدحه، فأمر له بثلاثين ألف درهم، وخلع عليه حلّتى وشى لا قيمة لهما، فأراد الكميت قصده، فقال معاذ الهراء: لا تفعل فلست كالطّرمّاح- وهو ابن عمه- وبينكما بون؛ أنت مضرىّ، وخالد يمنىّ متعصّب على مضر، وأنت شيعىّ، وهو أموىّ، وأنت عراقىّ، وهو شامىّ. فلم يقبل إشارته، وأبى إلا قصد خالد وقصده، فقالت اليمانية لخالد: قد جاء الكميت، وقد هجانا بقصيدة نونية،


[١] قال السيوطى فى البغية: «ومن هنا لمحت أن أوّل من وضع التصريف معاذ هذا»
[٢] أورد الخبر ابن خلكان فى ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>