للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: إن المفضل بن محمد خرج مع إبراهيم بن عبد الله [١] بن حسن بن حسن، فظفر به المنصور وعفا عنه، وألزمه المهدىّ.

وللمهدىّ عمل الأشعار المختارة المسماة المفضّليات [٢]، وهى مائة وثمانية وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه، والصحيحة التى رواها عنه ابن الأعرابى، وأول النسخة لتأبط شرا:

يا عيد مالك من شوق وإيراق

[٣] وللمفضّل من الكتب التى صنفها: كتاب القصائد المختارة التى ذكرتها.

كتاب الأمثال. كتاب العروض. كتاب معانى الشعر.

وروى سليمان بن على الهاشمىّ جمع بالبصرة بين المفضل وبين الأصمعىّ، فأنشد المفضل قول أوس بن حجر [٤]:

أيتها النفس أجملى جزعا ... إن الّذى تحذرين قد وقعا [٥]

وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جذعا [٦]


[١] أحد الأشراف الشجعان، خرج على المنصور بالبصرة بعد مقتل أخيه محمد، وانضم إليه خلائق من العلماء والفقهاء وأعيان بنى الحسن، ووقعت بينه وبين المنصور حروب انتهت بالقبض عليه ثم قتله سنة ١٤٥. وأخباره فى مقاتل الطالبيين (٣٠٠ - ٣٨٦)، وانظر النجوم الزاهرة (٢: ٣).
[٢] شرح هذه المفضليات جماعة؛ منهم أبو جعفر النحاس، وأبو علىّ المرزوقى، ويحيى بن على التبريزى؛ والميدانى صاحب مجمع الأمثال، والقاسم بن محمد بن بشار الأنبارى (وطبع هذا الشرح فى مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت سنة ٩١٤ م) وطبعت المفضليات أيضا فى مطبعة المعارف بمصر سنة ١٣٧١؛ بتحقيق الأستاذين أحمد شاكر وعبد السلام هارون.
[٣] بقيته: ومرّ طيف على الأهوال طراق
[٤] هو أوس بن حجر بن عتاب؛ أشعر شعراء مضر فى الجاهلية؛ وترجمته فى الشعر والشعراء (١٥٤ - ١٦١، والخزانة ٢: ٢٣٥).
[٥] ديوانه ١٣، والخبر مع البيت الثانى فى الفاضل والمفضول ٨٢، وتصحيف العسكرى الورقة ٦٣ - ٦٤، ومعانى الشعر الكبير ٤١٢، ١٢٤٨
[٦] الهدم: الخلق، والنواشر: عصب الذراع. وتصمت: تسكت. والتولب: الطفل، والجذع: السيىء الغذاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>