للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان المفضّل بن سلمة متّصلا بإسماعيل بن بلبل [١] الوزير، فبلّغه أبياتا كان هجاه بها ابن الرّومىّ، فحفظها إسماعيل على بن الرومىّ فى نفسه، وكانت سبب حرمانه إياه، على كثرة صلات إسماعيل الشعراء؛ فقال ابن الرومىّ فى المفضّل هذه الأبيات [٢]:

لو تلفّفت فى كساء الكسائى ... وتلبّست فروة الفرّاء

وتخللت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك رهن سباء

وتلوّنت من سواد أبى الأس ... ود شخصا يكنى أبا السوداء

لأبى الله أن يعدّك أهل العل ... م إلّا من جملة الأغبياء


[١] هو أبو الصقر إسماعيل بن بلبل الشيبانى، وزير المعتمد، جمع له السيف والقلم؛ وكان كريما متجملا، مدحه البحترى وابن الرومى؛ ومن مدائح ابن الرومى فيه قصيدته النونية؛ ومنها قوله:
قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم ... كلا لعمرى ولكن منه شيبان
كم من أب قد علا بابن ذرا شرف ... كما علا برسول الله عدنان
وكان أبو الصقر قد غمزه ناس فى نسبه، وقالوا: إنه دعىّ فى شيبان، فظن أنه يهجوه بما قال، وأنه عرّض بأنه دعىّ، فأعرض عن ابن الرومى، وتوصل ابن الرومى إلى إفهامه صورة الحال، فلم يقبل فى ذلك قول قائل، فهجاه ابن الرومى وأفحش فى هجائه، فمن ذلك قوله:
عجب الناس من أبى الصقر إذ ولّ ... ى بعد الإجارة الديوانا
إن للحظ كيمياء إذا ما ... مس كلبا أصاره إنسانا
وانظر الفخرى ص ٢٢٣ - ٢٢٤.
[٢] الأبيات فى ديوانه ص ٩، ونسبها المؤلف فى الجزء الثانى ص ٥٧ إلى ابن شقير، يقولها فى سلمة، أبى المفضل. وانظر ابن خلكان (١: ٤٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>