للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللمفضّل شعر كثير؛ منه ما كتب به إلى أبى الحسن علىّ بن يحيى [١] المنجّم فى يوم نيروز [٢]:

يابن الجحاجحة الغرّ الميامين ... ومن يزين به فعل الدهاقين

ومن تجود على العافين [٣] راحته ... بنائل من عطاء غير ممنون

اسلم لنا كلّ نوروز يمتّعنا ... فيه الإله بإعزاز وتمكين

واشرب عقارا كريح المسك ما نسبت ... إلى الكروم محاماة على الدين [٤]

صفراء كالذهب المسبوك إن مزجت ... أحالها المزج درّا غير مكنون

تجلو السرور إذا ذيقت وتكشف ما ... يجنّ من حزن عن كلّ محزون

وانعم بأحمد أبقاه الإله لنا ... فهو الأغرّ من الغرّ الميامين

وقرّ عينا بعبد الله إنّ له ... مشابها منك تعليه على الهون

واسعد بثالثهم يحيى فإنّ له ... فعال مقتبل الخيرات ميمون

وتمّم الله ما ترجو وتأمله ... عليك فى رابع السادات هارون


[١] هو أبو الحسن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم، كان نديم المتوكل ومن خواصه وجلسائه المتقدمين عنده، ثم انتقل إلى من بعده من الخلفاء، واتصل بالفتح بن خاقان، وعمل له خزانة كتب أكثرها حكمة، وكان راوية للأشعار والأخبار، حاذقا فى صنعة الغناء، وصنف عدة كتب؛ منها كتاب الشعراء القدماء الإسلاميين، وعاش إلى أن خدم المعتمد على الله، وتوفى سنة ٢٥٧. ابن خلكان (١:
٣٥٦).
[٢] النيروز والنوروز، فارسى معرب؛ قال إدى شير: «هو أول يوم من السنة الشمسية، ولكن عند الفرس عند نزول الشمس أول الحمل». وانظر المعرب ص ٣٤٠.
[٣] ب: «العلات».
[٤] العقار، بضم العين: الخمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>