للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استفسر فصّل المجمل. تصدّر في زاوية [أبى] علىّ [١]، وجلّى للطلبة غامض كلامه وما تعبير كلّ متصدر جلىّ. حملته على إدراكه العلوم نفسه الأبيّة، وإلّا فهو فى شغل بأحكام العيال عن أحكام العربيّة، لأنه سلك طريق الصّفوة والأصفياء [٢]، فى امتثال قول النبىّ صلى الله عليه وسلم: «تناكحوا تناسلوا فإنّى أكاثر بكم الأنبياء [٣]»، هذا مع ما منى به من موت أبناء نجباء ساءوه بعد أن سرّوا، وأمرّوا عيشه عند ما مرّوا، وتسلّى عنهم بآخرين سلكوا مسلكه في البلاغة والنّباهة، إذا الولد سرّ أبيه في الوجه والوجاهة، وأسأل الله حراستهم له فقد أخذ الدّهر حقّه، وأن يوفّر خاطره للإفادة فما أولاه بذلك وما أحقّه. [ولو رام هذا الموفّق سموّ الاسم لاغترب، لأنه في وطنه كالمندل الرطب الذى هو في أوطانه حطب] [٤].

فأما تصانيفه في العربيّة وفنونها فقد سارت مسير الركبان، وتناقلها الأجلّاء المتأصّلون في هذا الشان، فمنها كتاب «شرح التصريف الملوكى [٥]» لابن جنّى، ولو رآه لجنّ طربا، وتحقّق مصنّفه لهذه الصّنعة أمّا وأبا، «وشرح كتاب المفصّل [٦]» للزمخشرىّ فوصل به ما فصّله، وفرّق على المستفيدين ما أجمله، واستقى له من ركّية النّحو ما جمّ [٧] له، وشرّفه بعنايته وإعانته فنوّه بذكره وجمّله، وبسط فيه القول بسطا أعيا الشّارحين، وأظهر من عونه وعيونه ما فتح به بابا للمادحين.


[١] هو أبو على الفارسى، والتكمله من ب.
[٢] ب: «النبوية».
[٣] رواية الحديث في الجامع الصغير ١: ٢٢٨: «تناكحوا تناسلوا فانى أباهى بكم الأمم يوم القيامة» نقله عن عبد الرازق، برواته عن سعد بن أبى هلال، مرسلا.
[٤] تكملة ب.
[٥] منه نسخة خطية بدار للكتب برقم ٣ ش- صرف.
[٦] طبع في أوربا ومصر مرارا.
[٧] جمّ: اجتمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>