للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عبيدة، عن يونس، قال: كنت عند أبى عمرو [بن العلاء [١]] فجاءه شبيل بن عزرة الضّبعىّ [٢]، فقام إليه وألقى له لبد بغلته، فجلس عليه، ثم أقبل عليه يحدّثه، فقال شبيل: يا أبا عمرو، سألت رؤيبتكم عن اشتقاق اسمه فما عرفه- يعنى رؤبة- قال يونس: فلم أملك نفسى عند ذكره، فرجعت إليه، ثم قلت له: لعللّك تظنّ أن معدّ بن عدنان أفصح منه [٣] ومن أبيه، أفتعرف أنت ما الرّوبة، والرّوبة، والرّوبة، والرّوبة والرّؤبة، فأنا غلام رؤبة، فلم يحر جوابا، وقام مغضبا فأقبل علىّ أبو عمرو، وقال: هذا رجل شريف يقصد مجالسنا، ويقضى حقوقنا، وقد أسأت فيما فعلت ممّا واجهته [٤] به. فقلت له: لم أملك نفسى عند ذكر رؤبة، فقال أبو عمرو: أو سلّطت على تقويم الناس! ثم فسّر لنا يونس فقال:

الرّوبة خميرة اللبن، والرّوبة قطعة من اللّيل، وفلان لا يقوم بروبة أهله، أى بما أسندوا إليه من أمورهم، والرّوبة جمام ماد الفحل، والرؤبة (مهموز): القطعة التى يشعب بها الإناء [٥].

وقال ابن سلّام: قلت ليونس: تجيز: إياك زيدا؟ فقال: قد أجاز ابن أبى إسحاق للفضل [٦] بن عبد الرحمن [فى قوله]:


[١] من طبقات الزبيدىّ.
[٢] شبيل بن عزرة الضبعى، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الثانى ص ٧٦.
[٣] الزبيدىّ: «من رؤية».
[٤] الزبيدىّ: «فيما واجهت به».
[٥] الخبر نقله الزبيدىّ في الطبقات ٤٨، ٤٩. وفي مراتب النحويين»: «والرؤبة، بالهمز:
القطعة من الخشب يرأب بها الصدع».
[٦] فى الأصلين: «المفضل»، والصواب ما أثبته من طبقات الشعراء ٦٣؛ وهو الفضل بن عبد الرحمن بن عباس؛ شيخ بنى هاشم.

<<  <  ج: ص:  >  >>