للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيّاك إيّاك المراء فإنّه ... إلى الشرّ دعّاء وللشّرّ جالب [١].

وذكر ابن سلّام محمد أنه كان يشرب المطبوخ.

وتوفّى سنة اثنتين وثمانين ومائة، ما بين السبعين والثمانين وفي بعض الروايات أنه جاوز المائة.

وجرى القدر في مجلسه فقال: لا فكر لى فيه.

قال المبرّد محمد بن يزيد: يونس بن حبيب بن عبد الرحمن، أراه مولى بنى ليث.

وقال الأصمعىّ: كان أصل يونس من جبّل، فلقيه رجل من ولد أبى عمير، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في جبّل، أينصرف؟ فافترى [٢] عليه، والتفت العميرىّ، فلم ير أحدا يشهده عليه، فتركه حتى إذا كان من الغد، وجلس يونس للناس أتاه العميرىّ، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في جبّل، أينصرف؟

قال يونس: الجواب ما قلته لك أمس.

وكان يونس بارعا في النحو، وقد سمع من العرب كما سمع من قبله، وروى عنه سيبويه وأكثر، وله قياس في النحو ومذاهب ينفرد بها، وقد سمع منه الكسائىّ والفرّاء، وكان من الطبقة الخامسة [٣]، وكانت حلقته بالبصرة ينتابها الأدباء، وفصحاء الأعراب والبادية.

قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة، أملأ كلّ يوم ألواحى من حفظه.


[١] البيت من شواهد الكتاب ١: ١٤١.
[٢] فى ابن خلكان: «فشتمه».
[٣] ذكره الزبيدىّ في الطبقة الخامسة من اللغويين البصريين.

<<  <  ج: ص:  >  >>