للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأصمعىّ: سألت أبا عمرو بن العلاء عن ألف مسألة فأجابنى فيها بألف حجّة.

وكان أبو عمرو رأسا في حياة الحسن بن أبى الحسن البصرىّ [١]، مقدّما في عصره.

وقال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم النّاس بالعرب والعربيّة وبالقرآن والشّعر، وكانت داره خلف دار جعفر بن سليمان، وكانت كتبه التى كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتا له إلى قريب من السّقف، ثمّ إنه تغيّر فأحرقها كلّها، فلمّا رجع إلى علمه الأوّل لم يكن عنده إلا ما حفظه بعلمه، وكانت عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهليّة.

وقال الأصمعىّ: جلست إلى أبى عمرو عشر حجج، فلم أسمعه يحتجّ ببيت إسلامىّ.

قال: وفي أبى عمرو بن العلاء يقول الفرزدق:

ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار [٢].

وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام، قال: دخل أبو عمرو بن العلاء على سليمان ابن علىّ، فسأله عن شىء فصدقه فلم يعجبه ما قال، فوجد أبو عمرو في نفسه وخرج، وهو يقول:

أنفت من الذّلّ عند الملوك ... وإن أكرمونى وإن قرّبوا [٣].


[١] هو الحسن بن يسار البصرى أبو سعيد. إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمانه. ولد في المدينة وشب في كنف على بن أبى طالب، واستكتبه الربيع بن زياد وإلى خراسان في عهد معاوية، ثم سكن البصرة. وأخباره كثيرة مشهورة. توفى سنة ١١٠. تهذيب التهذيب.
[٢] ديوانه ١: ٣٨٢. وورد أيضا في نور القبس ٢٥، وأورد بعده بيتا ثانيا، وهو:
حتى أتيت فتى ضخما دسيعته ... مرّ المريرة حرا، وابن أحرار.
[٣] نور القبس ٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>