كان رحمه الله عالما بكتاب الله تعالى؛ من قراءته وتفسيره. وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبرّزا فيه، وكان إذا قرئ عليه البخارىّ ومسلم والموطّأ، تصحّح النّسخ من حفظه، ويملى النكت على الموضع المحتاج إلى ذلك فيها. وذكر أنّه نظم في كتاب «التمهيد» لابن عبد البرّ رحمه الله قصيدة داليّة في خمسمائة بيت، من حفظها أحاط بالكتاب علما. وكان مبرّزا في علم النحو والعربية. عالما بعلم الرؤيا، حسن المقاصد، مخلصا فيها، يقول ويفعل ونظم القصيدة الطويلة في القراءات، أودعها كتاب «التيسير» فى القراءات تسهيلا لحفطه؛ وعليها أكثر القراء إلى اليوم، وقد شرحت في مجلدين، شرحها بعض تلاميذه، وقال رحمه الله: لا يقرأ أحد قصيدتى هذه إلا ونفعه الله عزّ وجلّ بها، لأنّى نظمتها لله تعالى. وكان يجتنب فضول القول، ولا يتكلّم في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وفي هيئة حسنة، وخضوع واستكانة، ويمنع جلساءه من الخوض والحديث إلّا في العلم والقرآن، وكان يعتلّ العلّة الشديدة ولا يشتكى ولا يتأوّه، وإذا سئل عن حاله قال:
العافية، ولا يزيد على ذلك.
وذكر له يوما جامع مصر، وقيل: قد قيل إنّ الأذان يسمع فيه من غير المؤذّنين، ولا يدرى ما هو! فقال: قد سمعته مرارا لا أحصيها عند الزوال.
وقال يوما: جرت بينى وبين الشيطان مخاطبة، فقال لى:[إن [١]] فعلت كذا فسأهلكك، فقلت له: والله ما أبالى بك!