أرى وشرى لمن عادى وسالمه ... ففى كلا راحتيه النّفع والضرر
لقد أفادك حسن الظّنّ مع ثقة ... بالله مالا يفيد البيض والسّمر
سلّمت أمرك نحو الله معتصما ... بالله فانزاح عنك الخوف والخور
لبست من جنن التّقوى محصّنة ... فليس ينفذها جنّ ولا بشر
إن الرعيّة راموا في زمانهم ... عدلا وأمنا فبالأمرين قد ظفروا
أصبحت قد سست دنياهم ودينهم ... كأنّما ساسهم في أمرهم عمر
قد أسعد الله قوما صار أمرهم ... إلى أتابك، نعم الكهف والوزر
أضحوا بعدل شهاب الدين في نعم ... ما إن يؤدّى لها حقّ وإن شكروا
لمثل ذا فلنصم لله ثم نقم ... له الصلاة نعم، ولتنذر النّذر
فليسألوا الله ربّ العرش يحرسهم ... من أن يغيرهم عمّا بهم غير
قرّب مجيئك واشملهم بأنعمك ال ... غرّا لجسام فهم في الدولة الغرر
ولاؤهم لك محض لم يشبه خنا ... وحبّهم لك صفو ما به كدر
واسعد بآياتك الزهر التى افتخرت ... بما سرت من معالى ذكرها السّير
بها الزّمان ربيع والحيا عدن ... والورد عذب وليل كلّه سحر
وعشت ما ناح قمرىّ على فنن ... ودمت ما لاح فى جنح الدّجى قمر
منّعما بالعزيز الملك مقترنا ... بمطلب العزّ في عليائه الظّفر
فى نعمة جلّ ما افترّت مباسمها ... عنه وقل على خبر بها الخبر
وجاد ربعك من صوب الدوام حيا ... يحيا به البدو في الآفاق والحضر