والصواب أنه «الثّعثع»، بفتح الثاءين، وهو اللؤلؤ. قال ذلك أبو العباس أحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد المبرّد، رواه عنهما أبو عمر الزاهد. قالا: وللثعثع فى العربية وجهان آخران لم يعرفهما البشتىّ، وهذا أهون، وقد ذكرت الوجهين الآخرين فى موضعهما من باب العين والثاء.
قال: وأنشد البشتىّ: «١»
فبآمر وأخيه «٢» مؤتمر ... ومعلّل وبمطفئ الجمر
قال البشتىّ: سمى أحد أيام العجوز «آمرا»، لأنه يأمر الناس بالحذر منه، قال:
وسمّى اليوم الآخر «مؤتمرا» لأنه يأتمر الناس، أى يؤذنهم» «٣».
قال الأزهرىّ: «قلت: وهذا خطأ محض؛ لا يعرف فى كلام العرب ائتمر بمعنى آذن، وفسّر قول الله عز وجل: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
على وجهين:
أحدهما: يهمّون بك، والثانى: يتشاورون فيك. وائتمر القوم، وتآمروا؛ إذا أمر بعضهم بعضا، وقيل لهذا مؤتمر؛ لأن الحىّ يؤامر بعضهم بعضا للظّعن والمقام، فجعلوا المؤتمر نعتا لليوم، والمعنى: أنه مؤتمر فيه، كما قالوا: ليل نائم، أى ينام فيه، ويوم عاصف، أى تعصف فيه الريح، ومثله قولهم: نهاره صائم، إذا كان يصام فيه. ومثله كثير فى كلامهم.
وذكر فى باب العين واللام: أبو عبيد عن الأصمعىّ: أعللت الإبل، فهى عالّة، إذا أصدرتها ولم تروها.