للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما القتيبىّ فإنه رجل سمع من أبى حاتم السّجزىّ كتبه، «١» ومن الرّياشىّ سمع «٢» فوائد جمة- وكانا من المعرفة والإتقان بحيث يثنى بهما الخناصر «٣» - وسمع من أبى سعيد الضّرير، وسمع كتب أبى عبيد، وسمع من ابن أخى الأصمعىّ، وهما «٤» من الشهرة وذهاب الصّيت والتأليف الحسن بحيث يعفى لهما عن خطيئة غلط، ونبذ «٥» زلّة تقع فى كتبهما، ولا يلحق بهما [رجل من أصحاب الزّوايا، لا يعرف إلا بقريته، ولا يوثق بصدقه ونقله الغريب الوحشىّ من نسخة إلى نسخة، ولعلّ النسخ التى نقل عنها ما نسخ كانت سقيمة. والذى ادّعاه»

] البشتىّ من تمييزه بين الصحيح والسقيم، ومعرفته الغثّ من السمين دعوى» «٧».

قال الأزهرىّ: «وبعض ما قرأت من كتابه دلّ على ضدّ دعواه. وأنا ذاكر لك حروفا صحّفها، وحروفا أخطأ فى تفسيرها، من أوراق يسيرة كنت تصفّحتها من كتابه لأثبت عندك أنه مبطل فى دعواه، متشبّع بما لا يفى به.

فممّا عثرت عليه من الخطأ فيما ألّف وجمع: أنه ذكر فى باب العين والثاء أن أبا تراب أنشد: «٨»

إن تمنعى صوبك صوب المدمع ... يجرى على الخدّ كضيب الثّعثع

فقيده البشتىّ «الثّعثع»، بكسر الثاءين [بنقطه «٩»]، ثم فسر «ضيب الثّعثع» أنه شىء له حبّ يزرع، فأخطأ فى كسر الثاءين، وفى تفسيره إياه.

<<  <  ج: ص:  >  >>