ما قاله فى العنّة إنه الحبل الممدود، ومدّ الحبل من فعل الحاضرة. ولعل قائله رأى فقراء الحرم يمدّون الحبال بمنى، فيعلّقون عليها لحوم الهدى والأضاحى التى يعطونها، ففسّر قول الأعشى بما رأى. ولو شاهد العرب فى باديتها لعلم أن العنّة هى الحظار من الشّجر.
وأنشد أحمد البشتىّ:
يا ربّ شيخ «١» منهم عنّين ... عن الطّعان وعن التّجفين
قال البشتىّ فى قوله «عن التجفين»: هو من الجفان؛ أى لا يطعم فيها».
قال الأزهرىّ:«قلت: والتّجفين فى هذا البيت من الجفان والإطعام فيها خطأ، والتّجفين ها هنا [كثرة] «٢» الجماع، ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابىّ.
قال: وقال أعرابىّ: «أضوانى دوام التّجفين»، أى أنحفنى وأهزلنى «٣» الدّوام على الجماع. ويكون التّجفين فى غير هذا الموضع نحر الناقة وطبخ لحمها وإطعامه فى الجفان. يقال: جفّن فلان ناقته؛ إذا فعل ذلك.
وذكر البشتىّ: أن عبد الملك بن مروان قال لشيخ من غطفان: صف لى النساء، فقال: خذها ملسّنة «٤» القدمين، مقرمدة الرّفغين. قال البشتىّ: المقرمدة: المجتمع قصبها، «٥» وذلك لالتفاف فخذيها».
قال الأزهرىّ:«قلت: وهذا باطل، ومعنى المقرمدة الرّفغين: الضّيّقتهما، وذلك لالتفاف فخذيها [واكتناز بادّيها] «٦». وقيل فى قول النابغة يصف ركب امرأة: