كثيرة انتدبوا «١» لإصلاحها، وزادوا فيها بعض ما لعلّه أخلّ به من ألفاظ لغوية، الحاجة داعية إليها، فلا شبهة فى أنه نقلها من صحف فصحّف، وانفرد فى تصريف الكلم برأيه فحرّف.
وقيل إنه اختلط فى آخر عمره، ومات متردّيا من سطح داره بنيسابور فى شهور سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. ورأيت فيما رأيت أنه مات فى حدود سنة أربعمائة.
وله شعر أنشد له أبو منصور الفرّاء «٢» فى كتابه «٣»:
لو كان لى بدّ من الناس ... قطعت حبل الناس بالياس
العزّ فى العزلة لكنّه ... لابدّ للنّاس من النّاس
وله أيضا:
فها أنا يونس فى بطن حوت ... بنيسابور فى ظلم «٤» الغمام
فبيتى والفؤاد ويوم دجن «٥» ... ظلام فى ظلام فى ظلام
وله أيضا:
رأيت فتى أشقرا أحمرا ... قليل الدّماغ كثير الفضول
يفضّل من حمقه دائما ... يزيد «٦» بن هند على ابن البتول «٧»