يا صاحب الدّعوة لا تجزعن ... فكلّنا أزهد من كرز «١»
والماء كالعنبر فى قومس ... من عزّه يجعل فى الحرز
فسقّنا ماء بلا منّة ... وأنت فى حلّ من الخبز
ومن العجيب أن أهل مصر يروون كتاب الصّحاح عن ابن القطّاع الصّقلىّ متصل الطريق إلى الجوهرىّ، ولا يرويه أحد من أهل خراسان. وقد قيل:
إن ابن القطّاع لما دخل إلى مصر سئل عن الكتاب فقال: ما وصل إلينا إلى العرب. ولما رأى رغبة المصريين فيه، وكثرة اشتغالهم له، ركّب عليه طريقا ورواه لهم، فنسأل الله السّتر والسلامة بمنّه وطوله.
وذكره الباخرزىّ فى كتابه «٢» فى فصل الأدباء من أهل العربية، وسجع له، فقال:
«أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهرىّ، صاحب صحاح اللغة، لم يتأخر فيها عن شرط أقرانه، ولا انحدر عن درجة أبناء زمانه. أنشدنى الأديب يعقوب بن أحمد، قال: أنشدنى الشيخ أبو إسحاق بن صالح الورّاق «٣» الجوهرىّ تلميذ الجوهرىّ «٤» له:
يا ضائع العمر بالأمانى ... أما ترى بهجة «٥» الزّمان
فقم بنا يا أخا هموم ... «٦» نخرج إلى نهر بشتقان «٧»