وكان مولده سنة ثمانين ومائتين، وقيل سنة ثمان وثمانين.
وشوهد بخط ولده ما مثاله: ابتدأ أبى- رحمه الله تعالى- بعمل كتاب البارع فى رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ثم قطعته علل وأشغال، ثم عاود النظر فيه بأمر أمير المؤمنين وتأكيده عليه، فعمل فيه من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فأخذه بجدّ واجتهاد، وكمل له، وابتدأ بنقله، فكمل لنفسه إلى شوّال سنة خمس وخمسين وثلاثمائة كتاب الهمز، وكتاب الهاء، وكتاب العين، ثم اعتلّ فى هذا الشهر.
وتوفّى إلى رحمة الله إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن سليمان البغداذىّ ليلة السبت لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمان وثمانين ومائتين فى جمادى الآخرة، ودخل قرطبة لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان وصوله إلى بجاية «١» فى رجب من هذا العام. وكان مولده بمنازكرد من ديار بكر فى التاريخ المذكور، ورحل إلى بغداذ سنة ثلاث وثلاثمائة، وأقام بالموصل، ودخل بغداذ سنة خمس وثلاثمائة، وخرج إلى الأندلس من بغداذ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وكان يعرف بالقالىّ، وكان يقول- رحمه الله: لما خرجنا من بلدنا كان فى جملتنا جماعة من قاليقلا، وكانت معهم خيل، فكلّما دخلنا بلدا حافظ أهله أهل قاليقلا، وكانت معهم دوابّ، فأراد بعض العمال أخذها منهم، فلما انتسبوا إلى قاليقلا تركوها، ورأيت الناس يعظّمونهم، فلما دخلت بغداذ انتسبت إلى قاليقلا، ورجوت أن ينفعنى ذلك عند العلماء، فلم انتفع بذلك، وعرفت بالقالىّ.