وقولهم: الموصلىّ أنه لما نشأ وأدرك صحب الفتيان، واشتهى الغناء وطلبه، فاشتدّ عليه أخواله فى ذلك، وبلغوا منه، فهرب منهم من الكوفة إلى الموصل، فأقام بها نحوا من سنة، فلما رجع إلى الكوفة قال إخوانه من الفتيان: مرحبا بالفتى الموصلىّ، فلصق به هذا الاسم «١».
وهو من بيت شرف وقدر فى العجم «٢»، وانتقل جدّه ماهان «٣» إلى الكوفة، ومات فى الطاعون الجارف «٤»، وخلف ولده إبراهيم صبيا، ابن سنتين أو ثلاث، وأخوين أكبر منه. وولد إسحاق سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكانت سنة خمسا وثمانين سنة.
قال أحمد بن يحيى النحوىّ: رأيت لإسحاق الموصلى ألف جزء من لغات العرب سماعه، وما رأيت اللغة فى منزل أحد قطّ أكثر منها فى منزل إسحاق، ثم فى منزل ابن الأعرابىّ.