فصولها! فقلت: كلام أمير المؤمنين أحسن من شعرى، فقال: أحسنت والله! يا فضل، أعطه مائة ألف أخرى.
ودخل «١» إسحاق الموصلىّ على يحيى بن «٢» أكثم، فتفاوضا فى الحديث، إلى أن قال إسحاق ليحيى: أيها القاضى، أما ترى ظلم الناس لى؛ ينسبوننى إلى الغناء وحده، وهو أقلّ آلاتى، وإن كان من العلوم النّفيسة الشريفة، ولا يذكروننى بسائر ما أعلمه من اللغة والحديث والشعر وأيام الناس، وغير ذلك من سائر العلوم! فقال له يحيى:
الجواب فى هذا على أبى عبد الرحمن العطوىّ «٣»، فقال أبو عبد الرحمن- وكان حاضرا- وما أنا وهذا! قال: أقسمت عليك لما أجبته فيما أحب أن يعلمه من هذا الأمر! فقال له أبو عبد الرحمن: أخبرنى عنك، إذا قيل: من أفقه الناس؟
فما تظنهم يقولون؟ إسحاق أفقه من أبى محمد يحيى ومن بشر المريسىّ «٤»؟ قال: أبو محمد وبشر «٥». [قال]: فإذا قيل: من أعلم الناس بالحديث؟ يقولون: علىّ بن المدينىّ «٦»