أسلم هذا أسعد وأبوه الخطير «١» مهذّب فى صدر الدولة الغزّية»
، عند استيلائها على الأعمال المصرية.
وتولى ديوان الإقطاعات المدة الطويلة، سالما فى نفسه وجاهه ومآله إلى أن استولى على الأمر عبد الله بن علىّ بن مقدام الدّميرىّ «٣» - وكان عامّيا أحمق، قليل التدبير، حاسدا لكلّ ذى فضيلة- فقبّح أثره عند مخدومه «٤»، فلحقته إهانة، فخرج من مصر مختفيا بعد شدّة أدركته، وقصد حلب، فأتى إلى من «٥» بها بقديم الصحبة، فأخفق مسعاه، وأجدب مرعاه، وعاش بشجاه، إلى أن أدركته الوفاة، فمات بها فى شهور سنة ست أو سبع وستمائة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق المسلوك إلى دمشق خارج تربة رجل متمحل، يعرف بعلىّ بن أبى بكر الهروىّ الموصلىّ الخرّاط.
ولما ورد إلى حلب اطّرحوا قدره، واستبردوا نظمه ونثره، وتحاموا محاضرته، وقلّلوا مكاثرته؛ فكان فيها غريبا على التحقيق، عادم التصديق والصديق؛ وإلا