قال أبو عثمان المازنى: دخلت على الواثق، فقال لى: يا مازنىّ، ألك ولد؟
قلت: لا، ولكن لى أخت بمنزلة الولد، قال: فما قالت لك؟ قلت: ما قالت بنت «١» الأعشى للأعشى «٢»:
فيا أب لا تنسنا غائبا ... فإنّا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى ويقطع منّا الرّحم
قال: فما قلت لها؟ قال: قلت لها ما قال جرير: «٣»
ثقى بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح
قال: أحسنت! أعطه خمسمائة دينار.
وللمازنىّ من التصانيف: كتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب العروض، وكتاب القوافى، وكتاب الديباج، على خلاف كتاب أبى عبيدة.
قال أبو جعفر الطحاوىّ المصرىّ الحنفىّ «٤»: سمعت القاضى بكّار بن قتيبة- رحمه الله- يقول: ما رأيت نحو يا قطّ يشبه الفقهاء إلا حبّان بن هلال «٥» والمازنىّ- يعنى أبا عثمان.
قال أبو سعيد السكّرىّ: توفى المازنىّ سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقال غيره: مات سنة تسع وأربعين بالبصرة.