للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو العباس المبرّد يصف المازنىّ بالحذق بالكلام والنحو. قال:

وكان إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشىء من النحو، وإذا ناظر أهل النحو لم يستعن بشىء من الكلام.

وقال الجاحظ فى كتاب البلدان، وقد ذكر فضل البصرة ورجالها: «وفينا اليوم ثلاثة رجال نحويّون ليس فى الأرض مثلهم، ولا يدرك مثلهم- يعنى فى الاعتلال والاحتجاج والتقريب؛ منهم أبو عثمان بكر بن محمد المازنىّ، والثانى العباس بن الفرج الرياشىّ، والثالث أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الزيادىّ.

وهؤلاء لا يصاب مثلهم فى شىء من الأمصار». وكتب كتابه «١» هذا فى شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وأربعين ومائتين.

وكان المازنىّ من فضلاء الناس ورواتهم وثقاتهم، وكان متخلّقا «٢» رفيقا بمن يأخذ عنه، فذكر محمد بن يزيد عنه قال: قرأ علىّ رجل كتاب سيبويه فى مدّة طويلة، فلما بلغ آخره قال لى: أمّا أنت فجزاك الله خيرا، وأما أنا فما فهمت منه حرفا.

وذكره المبرّد قال، قال المازنىّ: قرأت على يعقوب بن إسحاق الحضرمىّ القرآن، فلما ختمت رمى إلىّ بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل، وكذلك فعل يعقوب بأبى حاتم، ختم عليه سبع ختمات، وقيل خمسا وعشرين ختمة، فأعطاه خاتمه، وقال: أقرئ الناس.

وكان الواثق كتب فى حمله من البصرة إلى سرّ من رأى، فأراده على النظر والكلام، فأبى وقال: أنا تارك، فأعفوه. ووهب له الواثق مالا، وردّه إلى البصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>