للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشعره سائر فى الآفاق، تتناشده رفقة الرفاق؛ فمنه قوله فى شمعة:

ونديمة لى فى الظلام وحيدة ... مثلى، مجاهدة كمثل جهادى

فاللون لونى والدموع مدامعى «١» ... والقلب قلبى، والسّهاد سهادى

لا فرق فيما بيننا لو لم يكن ... لهبى خفيّا وهو منها بادى

أخبرنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة، أنشدنى أبو الحسن على بن السند الفارقىّ الشّروطىّ بميّا فارقين، أنشدنا أبو نصر الحسن بن أسد الفارقىّ النحوىّ لنفسه:

يا من هواه بقلبى ... مقداره ما يحدّ

وجدت له ما صورته: الحسن بن أسد بن الحسن أبو نصر الفارقىّ النحوىّ، الشاعر الأديب. كان من أهل ميّا فارقين، وكان ذا أدب غزير، وفضل كثير. وله كتاب شرح اللّمع، أجاد فيه وزاد، وأورده زائدا عن المراد. وإذا أنعم الناظر فيه النّظر وجده قد شرح كلام ابن جنّى المجموع بكلامه المبسوط، وأو جز فى العبارة حتى صار كالإشارة. وإذا أردت تحقيق هذا فانظر كلامه فيه على الكلام والقول تجده قد اختار ما ورد فى صدر كتاب الخصائص. وإذا نظرت إلى كلامه فى العوامل وجدته قد اختار الكلام على الحروف فى سرّ الصناعة. ومن أين لابن أسد فى ميّافارقين إلا ما ينقله من كتب المصنّفين! وإنما هو من تصنيف أبى سعيد «٢»، وبعض تصانيف ابن جنّى. وليس ذلك بقليل، فإنه نقل شرح أبى سعيد بخطه، وهو فيما بلغنى وقف بخزانة جامع ميّافارقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>